للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[في الأدب المصري القديم]

النيل والحضارة المصرية (ملخص فصل من كتاب)

للأستاذ (آ. موريه)

كان المصريون أصحاب ألسنة لا تعرف الملل في النطق، على أن ما جاءنا من آثارهم الأدبية هو ثروة قليلة بالنسبة إلى ثمار شعب يحكي عنه منذ أربعة آلاف عام، وفي هذه الأعمار التاريخية قامت مآثر أدبية تختلف صفاتها الاجتماعية والطبيعية. والأدب كما هو في مصر وغير مصر، مرآة تتمثل فيها الحياة الاجتماعية.

نشأت المآثر الأولى في (الدولة القديمة) مصحوبة بأدب ديني صرف مقيد بتعاليم الكهنة، وهذا الأدب هو النصوص الجليلة والآثار المعروفة (بموضوعات الأهرام) والتي تحفظ كثيرا من التاريخ القديم، والديانة القديمة، والحركة العقلية، والجزء الثاني منها هو عبارة عن نصوص منقوشة على حجارة، وحكم هذا الأدب حكم الزخرفة وبقية الفنون، لم يكن المراد منه الا تزيين الهياكل والقبور، ومن الواجب أن يكون خاضعا حتى في مظهره الخارجي لهيئة العمارة، وفي قبور (ممفيس) فصول شعبية لا يتلاءم أسلوبها الحر مع الطقوس والتقاليد، وهذه الفصول الخرافية تطلعنا على اللهجة العامية؛ بل تكاد توحي لنا عن نفسية الشعب. . . .

هذه أغنية قديمة للراعي الذي يسوق قطيعه بين أتلاع الأرض ناثرا بذوره

(الراعي هو في الماء مع الأسماك يتناجى مع (صنف من السمك) ويتبادل التحيات مع (صنف من السمك) يا مغرب من أين جاء الراعي؟ انه من بلاد المغرب)

وهنالك مقطوعة مرفوعة لأوزيريس الملقى في النهر. وقد هشمته الأسماك، وأجزاؤه المتناثرة على الأرض قد أخصبت تلاع الأرض. والذين يحملون، على أكتافهم، الأسياد الضخام؛ يخففون من أتعابهم بأنشادهم.

(إن حاملي الهودج هم في سرور

ولأن يكون الهودج ملآن خير من أن يكون فارغاً)

وعصر ثان تفتح في عهد الثورة الاجتماعية بين المملكة القديمة والمملكة الوسطى. فازدهرت الفصاحة فيه أيما ازدهار، وترك الأدب الديني محلا للأدب الاجتماعي، فانقضى

<<  <  ج:
ص:  >  >>