للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

الرسالة. ولا شك أن العزيمة واطمئنان النفس كانت تتملك تلك الجماعات من الناس منذ بدء الرحلة التي قاموا بها، فاخترقوا صحراء سينا إلى فلسطين فسوريا فتركيا فالعراق فبلاد الكرد فإيران فالتركستان فشمال الهند، ومنها إلى سهول وصحاري سيبريا الشاسعة حتى ظهر لهم البحر. ولقد قاومت هذه الجماعات الجوع والعطش والقيظ والبرد والحيوانات المفترسة والطيور الجارحة والمتوحشين من الهمج وتغلبت عليها جميعاً بل لقد اجتازت مناطق لم يكن للبشرية فيها من أثر. ولما ان وصلوا إلى أبعد نقطة من شرق آسيا أخذوا يصنعون الفلك الذي أجتاز بهم البوغاز المعروف باسم (طريق بيرنج) حتى وصلوا إلى شبه جزيرة ألسكا.

ويقول الأستاذ الدكتور هردليكا مدرس علم الأجناس في معهد سميث سونيان بأمريكا: (إن الطارقين الأولين للدنيا الجديدة اتخذوا جزيرة كودياك قاعدة لهمم وجعلوها مركز اتصال بين من تخلفوا منهم في آسيا ومن تقدموا منهم في أمريكا؛ وهؤلاء اجتازوا ألسكا ونزحوا إلى كولمبيا البريطانية فولايات واشنجطن وأوريجون وكاليفورنيا الواقعة على المحيط الهادئ. ولم يجد المصريون رواد أمريكا آدمياً واحداً أو أثر لآدمي، ولكنهم وجدوا حيوانات مردة متوحشة يعلوها الشعر الكثيف المتهدل. ومن هذه الحيوانات المامونت والفيلة العاتية وغيرها مما كان يجتاز الأحراج والبراري في تلك الأرض البكر).

ويسلم الباحثون بأن (رواد أمريكا الأول كانوا على جنب عظيم من الشجاعة والأقدام والمخاطرة) (وأنهم انقسموا إلى فريقين: فالفريق الأول ذهب إلى الشرق، والفريق الآخر اتخذ طريقه إلى جانب مجرى الأنهار الكبرى حتى وصل هؤلاء المصريون إلى المحيط الأطلنطي. وهكذا قطعوا ثلاثة آلاف من الأميال على أقل تقدير). ويميل العلامة الأستاذ بنيت عضو المعهد الأمريكي للمباحث الخاصة بالهنود الحمر إلى (أن المصريين لم يقفوا عند الشاطئ بل ركبوا البحر حتى بلغوا الجزر المترامية في المحيط والمعروفة اليوم باسم جزائر الهند الغربية). ويتفق علماء الآثار الأمريكيون في القول بأن (الفريق الآخر الذي سار جنوباً أخترق بلاد المكسيك وأواسط أمريكا وإحراج استموس في بناما. ثم تدرجوا إلى مجاهل أمريكا الجنوبية). ومن أمد قريب رحل جماعة من علماء الأمريكان إلى بوليفيا لعلهم يقفون على أثر للجماعات الرحل التي تقدمت التاريخ، (هؤلاء الرحل الذين قدموا من

<<  <  ج:
ص:  >  >>