للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

هو قوام كل حياة، وإذا بحثت في الشعب المغربي وأحصيت مقدار المتعلمين وجدت عددهم لا يزيد على خمسة في الألف من شعب عدد سكانه يربو على خمسة ملايين. وهذا القدر الضئيل من المتعلمين يرجع إلى عدم وجود المدارس الكافية في أنحاء الشعب المغربي. أما مدارس الحكومة فهي على قلتها لا تضمن للمتعلم أي مستقبل ولا توجه نظره لأية جهة، فضلاً عن عدم اعتنائها باللغة العربية وعلومها. فلم يبق بين أيدينا سوى كلية القرويين التي يتكفل برنامجها الجديد بتخريج أدباء بل أساتذة في الأدب العربي - وهم الذين تخرجوا في القسم العالي الأدبي - وهؤلاء يمكن أن نعلق عليهم الأمل في بعث حركة أدبية في المغرب، لولا ما ينقص هذا القسم من عدم وجود أساتذة أكفاء يقومون بالمهمة التي نيطت بهم.

إذن فأين هو الوسط الذي تنمو فيه هاته الحياة الأدبية وتزدهر؟ إذا لم يكن وسط المتعلمين فأي وسط؟؟

٢ - الصحافة

من عوامل بعث الحركات الأدبية، بل جميع الحركات، الصحافة. ومن البر بالأدب أن ألا ننسى فضل الصحافة عليه وعملها في بعث الحياة الأدبية في الأقطار العربية. فهذه مصر زعيمة الشرق العربي تتخذ الصحافة أداة لترويج سوق الأدب ونفاقه، فإليها يرجع الفضل الكبير في نقل نتائج الحركة الأدبية المصرية إلى الأقطار الشرقية الأخرى. فلننظر في الحياة الأدبية المغربية، ولنر حظها من الصحافة، وعمل هذه الأخرى في تكوينها وبعثها.

المغرب الأقصى من جملة الشعوب التي لم تحظ لحد الآن بصحيفة - أدبية وعلمية - سوى جريدة (السعادة) لسان الحكومة الرسمي وناشرة أخبارها ومقرراتها. ويرجع هذا الفقر الصحفي في المغرب إلى القانون الجائر الذي وضع للصحافة بالمغرب، إن صح لنا أن نسميه قانوناً. وقد أنشئت صحف في منطقة النفوذ الأسباني فطوردت في منطقة النفوذ الفرنسي. نعم هنالك مجلة علمية تصدر شهرياً في تطوان باسم (المغرب الجديد) فعليها نعلق آمالنا في بعث الحياة الأدبية في المغرب. أما (مجلة المغرب) التي تصدر شهرياً في رباط الفتح، فليس يعنيها من الناحية الأدبية والعلمية شيء، وإنما يهمها - الخبز والتعليم - على حد تعبيرها. فإذا علمنا هذا الفقر الذي يعانيه المغرب من الصحف والمجلات،

<<  <  ج:
ص:  >  >>