للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

أو أراه دوحة وارفة ... نشرت أفياءها للاجئين

أو أراه قلب مصر نابضاً ... بمنى تمحو من القلب الأنين

نقلوا التابوت تحتفُّ به ... رحمات من شمال ويمين

ذاك بعث حييت مصر به ... من جديد تلك عقبى الصابرين

هل علمتم أن من واريتم ... في حنايا كل مصر دفين

ما لسعد حفرة واحدة ... هو ملء القلب ملء لأرَضين

كل بيت فيه سعد ماثل ... في إطار من حنان وحنين

بسمة الآمال في بسمته ... وانبلاج الحق في ضوء الجبين

هو للأبناء عم وأب ... وهو للآباء خل وخدين

كان سعد علماً منفرداً ... هل يرى للشمس في الأفق تنين

إن أم المجد مقلاة فكم ... سوفت بين جنين وجنين

تبخل الدنيا بآساد الشرى ... أيها الدنيا إلى كم تبخلين

أنت قد أَنجبت سعداً بطلاً ... وقليل مثله من تلدين

قاد للمجد مناجيد الحمى ... كلهم أروع منبتُّ القرين

تقرأ الأقدام في صفحته ... مثلما تقرأ خط الكاتبين

كلما مرت به عاصفة ... زعزع مرت على طود ركين

تقرع الأقدار منه عزمة ... أنفت صخرتها أن تستكين

حُشُدٌ حول الرئيس (المصطفى) ... نبعة الإخلاص والخلق المتين

وجدت مصر به وأحدها ... رب فرد بألوف ومئين

ومن الناس نضار خالص ... ومن الناس غثاء وغرين

ومن الناس أسود خدر ... ومن الناس ذباب ذو طنين

وضعت مصر به آمالها ... فاستقرت منه في حصن حصين

مسح الدمعة من أجفانها ... ومحا من لوعة القلب الحزين

أيها الربان أَبحر آمناً ... وثق الركب بربان السفين

كل ما حولك رهو هادئ ... والبقيات على الله المعين

<<  <  ج:
ص:  >  >>