للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أَعَزَّها أنها دانت لِعزَّتها ... هامٌ وذلّتْ لها في الحبِّ آناف

وزاد من فتكها خَلْقٌ لها عَممٌ ... وحُسْن سُمتٍ له في القلب إِشعاف

أقرّ بالحسنِ ربَّاتُ الدلالِ لها ... طوعاً وهنَّ معاصيرٌ وأنصاف

وألهَجَ العاشقين المولعين بها ... أنّ ابتسامتَها للصب أهناف

لاقيتُها وجَناني جِدُّ منبسطٍ ... وعُدتُ عنها ودمع العينِ ذَرَّاف

وما رجعتُ ولكني تَراجعَ بي ... يأْسٌ فَرُجعايَ إِقرانٌ وإِرساف

ولو بعمري بها أحظى وقد عرضتْ ... لكان بالعمرِ لي قُربَي وإِزلاف

لكنَّ بيني وبين المُشتهى جبلٌ ... عالٍ ومهوىً سحيقُ الخرقِ نفناف

ولي حياءٌ عن العوراءِ يصدِف بي ... ولي لسانٌ عن الفحشاءِ نكّاف

يُشْوِي وصال الغواني كلُّ ذي أدبٍ ... جمٍّ يحظى به نَوْكَى وأجلاف

يَحظى أخو الجهلِ لا يَدري بِحُظْوَتهِ ... وليس يحظى لبيبٌ وهو عرّاف

وَشيمة الدهر لا تَجْرى على سَننٍ ... وَحالة الدهرِ إِجراءٌ وَإِيقاف

فغَارِقٌ في غِمَارِ اليَمِّ مُرْتكِسٌ ... وَظَامئٌ في قِفَارِ البِيدِ عَسَّاف

ما ساَءني أنّ غيري حظُّه سِمَنٌ ... من الزمانِ وحظي منه إِعجاف

لي من زماني فكرٌ راضهُ بصرٌ ... وللبهائم أرواقٌ وأظلاف

قد يُرْزَقُ الفَدْمُ مالا وَهو منخِفِضٌ ... وَيُحْرَمُ النَدْسُ مالاً وَهْوَ نَيَّاف

وليس مِثلينِ ذو عِلمٍ وذو سفَهٍ ... ولا شبِيِهْيَنِ لأَّلٌ وصداف

حبيب عوض الفيومي

<<  <  ج:
ص:  >  >>