للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

تنكرينه؟)

- (أنا!. . . ها ها!! أنا لست أنكر مما ذكر حرفاً واحداً!! لقد نذرت ذلك وأنفذت ما نذرت!)

- (إذن. . . انطلق أنت أيها الحارس. . . فلقد نجوت. . . أما أنت أيتها الفتاة. . . أما علمت بما صدرت عنه إرادتنا؟ ألم تكوني تعرفين أن ما صنعت محذور منه منهي عنه؟)

- (كنت اعلم ذلك جميعه!)

- (وكيف تجاسرت إذن على خرق القانون إلى هذا الحد؟)

- (انه قانون لم يتنزل عليَّ من السماء، ولم تأمر به ربة العدالة! إن هي إلا قوانينكم انتم، ولكن للآلهة قوانينها كذلك، وقد فرضتها منذ الأزل على بني الإنسان، وأنى لبني الموتى أن تضرب بعرض الأفق شرائع السماء! أينا اخطأ أيهذا الرجل؟ أنا التي عصيت قوانينكم الظالمة، أم انتم الذين ثرتم على قوانين آلهتكم؟ ألا مرحبا بالموت يريحني مما كنت أغص به من آلام! أيترك أخي من غير قبر يستره ويردني تهديدكم بالإعدام عن دفنه؟ ألا إن هذا هو الإعدام! ألا إن كنت في نظرك مجنونة، فإني لكذلك في نظر مجنون!. . .

رئيس المنشدين: (يا للجرأة! إن الفتاة لا تبالي صاحب تاج طيبة! إن الردى الذي يرقص أمام عينين لا يفل من عزيمتها)

الملك: (إي وحق السماء! ولكن سرعان ما تذوب هذه الروح المتمردة حين تلقى في سعير العذاب! خيلاء! ها! شيء لا يحتمل من مجرم! إنها داست القانون ولم يكن بحسبها ذلك، بل هي تضاعف أوزارها بالقحة! إنها تستهزئ بنا كأنها صاحبة الأمر والنهي فينا! من أنا إذن! لعلها تحسب إنها بنجوة من العقاب لأنها ابنة أختي! ها. . . ولكن. . . لا. . . فو حق السماء لو أنها اقرب الناس إلي لما أفلتت من الجزاء الصارم. . . ولكن. . . أين شريكتها في هذا الوزر؟ أختها! إنهما كانتا تنناجيان في هذا القصر. . . إلى بها هي الأخرى. . . إنها اخبث منها!. . .)

أنتيجونى: (على رسلك أيها الملك! أتبتغي شفاء لحردك اكثر من قتلي! ألا مرحباً بالموت!)

الملك: (بحسبك! هذا شأني سينهي الموت كل شيء!)

- (وفيم الإبطاء إذن! إنك لا تخيفني بتهديداتك، فلقد نلت مشتهاي بدفني أخي، وأي فخار

<<  <  ج:
ص:  >  >>