للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

والذي حددت له واجباته. وللعصبة سكرتيرية بديعة النظام ذات هيئات خاصة من الخبراء تبحث المشاكل الحربية والاقتصادية ومسائل العمال والصحة وما إلى ذلك؛ أما الإمبراطورية فليست لها هيئة مركزية إلا وزارة المستعمرات التي هي جزء من الأداة الحكومية لعضو واحد من أعضائها وهي لذلك لا تستطيع أن تعمل معتمدة على تأييد جميع الأعضاء

ويرى الجنرال أسمطس الذي ربما كان أعظم ساسة الإمبراطورية كلها والذي كان منذ ثلاثين عاماً يقاومها بقوة السلاح، ويرى هذا الجنرال أن الحكومة اللامركزية في الإمبراطورية وصلت إلى أبعد حد حتى أصبحت انحلالاً حقيقياً، وهو قوي الاعتقاد بأن الرابطة السياسية التي نشرت لواء السلام على ربع بلاد العالم هي رابطة جليلة القدر يجب ألا يسمح لها بالانحلال تدريجياً، ولذلك يدعو إلى العمل فوراً لتقوية هذه الرابطة بوسيلة لا تنقص من استقلال أجزاء الإمبراطورية كما لا تنقص عصبة الأمم من هذا الاستقلال

فإذا ما شرع في العمل لهذه الغاية فان أربعة أمور تجب مراعاتها بنوع خاص: أولها أن توجد وسيلة للتشاور الدائم في السياسة الخارجية تضمن اتحاد الإمبراطورية كلها في العمل داخل دائرة العصبة وبهذه الوسيلة يتسنى للإمبراطورية (التي هي أكبر قوة لنشر لواء السلم في العالم) أن تضطلع بقسط كبير في تقوية دعائم السلم العالمي. والأمر الثاني أن توضع سياسة مشتركة للدفاع الإمبراطوري يمكن بواسطتها تنفيذ العهود التي يلقيها على عاتقها ميثاق العصبة ونشر لواء السلم والقانون في الأصقاع الواسعة المتأخرة غير المستثمرة داخل الحدود الإمبراطورية. والأمر الثالث أن توجد وسيلة للتشاور والإتقان على الطريقة التي تعامل بها الشعوب المتأخرة التي تكون الآن قسماً كبيراً من سكان الإمبراطورية. ذلك بأن تبعة حكم هذه الشعوب المتأخرة يقع معظمها الآن على عاتق بريطانيا. غير أن أفريقية الجنوبية تقع عليها أيضاً تبعات كبيرة من هذا القبيل. كذلك انتدبت استراليا وزيلندة الجديدة بعد الحرب لإدارة أرضين واسعة في غانة الجديدة وجزائر المحيط الهادي. وتعاني كندا مشاكلها الخاصة في كيفية حكم الهنود الحمر في غربها والإسكيمو في شمالها. ومع أن الشعوب البريطانية أخذت على عاتقها هذه التبعات العظيمة وهي إرشاد الشعوب المتأخرة ونشر المدنية بينها فإنها لم تعن إلا عناية قليلة بدراسة

<<  <  ج:
ص:  >  >>