للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[البريد الأدبي]

الأدب الهندي في مختلف أطواره

تتكون اللغة الهندية الحديثة من ثلاثة عناصر؛ من أصول سنسكريتية خالصة ومن أصول سنسكريتية حورت بحسب الحاجة، ومن أصول حديثة مبتكرة أو مشتقة من اللغات الأخرى وهذه الأصول الثلاثة هي اليوم قوام اللغة الهندية المعروفة (بالهندستاني) أما اللغة الهندية التي اشتقت من الأصول الفارسية والعربية فتسمى باللغة الأوردية

ويبدأ الأدب الهندي، كما تبدأ معظم آداب العالم، بالشعر؛ وينقسم الشعر الهندي القديم إلى ثلاث مراحل تتمشى مع سير التاريخ الهندي. فمنذ القرن العاشر إلى القرن الرابع عشر حيث تكثر الحروب الأهلية والغزو الأجنبي، يسود الشعر عنصر الفروسية، وكان الملوك يومئذ يلحقون الشعراء بحاشيتهم، ليثيروا الحماسة في الصدور بشعرهم. وكان أعظم شاعر في هذا العصر هو شاندبارداي صاحب المقطوعة الشعرية الخالدة: (برتفيراج رازو)، ويليه الشاعر بوشان صاحب مقطوعة (شيفاباواني)

وبعد الفتح الإسلامي ضعف شعر الفروسية في الهندية؛ فقد رأى الهنود ما أصاب دينهم من الذلة ومعابدهم من الهدم، فاتجهوا نحو الشعر الديني، واستمرت هذه المرحلة من القرن الرابع عشر حتى القرن السابع عشر؛ وينتمي جماعة من أقطاب الشعر الهندي إلى هذا العصر مثل كبير، وجورو، وناناك، وجياسي، وميرابي، وكيشافا، وصور، وتولسي، وتولسيداس وقد وهب هؤلاء الشعراء الأدب الهندي تحفاً رائعة من الشعر الخالد؛ وكان تولسيداس بالأخص نبياً كما كان شاعراً عظيماً؛ وكانت تحفته الخالدة (راميان) عاملاً في توثيق أواصر الوحدة الهندية. وقد ساهم الكتاب المسلمون في نهضة الشعر الهندي في ذلك العصر، وإن لم يكن شعرهم كله من النوع الديني

وأما المرحلة الثالثة من شعر العهد القديم، فقد عرفت بمرحلة الشعر الشرعي؛ وقد ساد فيها السلام نوعاً، واتجه الشعراء إلى التنوع والابتكار؛ وكان أشهر شعرائها بهاري، وماتيرام، وبوشان، وصردهار كاويرايا

وبعدئذ طرأ على الشعر الهندي تطور عظيم، وأخذت الهندية الحديثة تحل تدريجياً مكان الهندية القديمة؛ وتطور الشعر ذاته فأخذ الشعراء يصفون الطبيعة والمسائل الاجتماعية

<<  <  ج:
ص:  >  >>