للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

ويحق لجامعة الإسكندرية أن تفاخر جامعات العالم طرا بما سبقت إليه من جمع الآداب اليونانية، وتهذيبها، وتنقيتها من الشوائب، بما توفر لعلمائها وطلابها في زمن بطليموس فيلادلف من المقدرة الفائقة على النقد الأدبي

ولم تكن الجامعة معهد العلم الوحيد في المدينة، فقد كان إلى جانبها بعض المدارس اليهودية يتلقى فيها أبناء اليهود شرائع ديانتهم - وقد صحب دخول المسيحية نشأة بعض المدارس النصرانية، ناوأت الجامعة واليهودية معاً، وفيما نمت القومية المصرية، ونضج الشعور القومي، وانتقض في وقت ما على الآثار الإغريقية والرومانية كما سنفصله فيما بعد

ويذكر (مافي) في كتابه (إمبراطورية البطالسة) أن جامعة الإسكندرية اتخذت نموذجاً لكل الجامعات التي تلتها في أوربا، فعلى غرأرها تأسست جامعات أوربا في العصور الوسطى

أما المكتبة الشهيرة فلا تمدنا المصادر التاريخية بشيء قاطع في شأن مكانها: أكانت متصلة بالمتحف، أم كانت منفصلة عنه، وهل كان أمين تلك المكتبة - هو شخصية عرف عنها كثير من الفضل والأدب - عضواً من أعضاء المتحف. والغالب على الظن أن المكتبة كانت وثيقة الاتصال بالمتحف، تمد الباحثين فيه بحقائق العلوم التي وصل إليها الإغريق في أثينا وأيونيا من قبل

وترجح أن تكون أول مكتبة أنشئت مع المتحف في وقت واحد في حي البروكيون - ولا يذكر (سترابو) وقد زار الإسكندرية في عهد أغسطس شيئاً ما عن المكتبة أو عن احتراقها - وكل ما ذكره (ديودور) أنه اطلع على نشرات كانت تصدر في البلاط الملكي استمد منها بعض معلوماته

ويغلب أن تكون المكتبة قد جمعت بنفس الطريقة التي جمعت بها بعض المكتبات الإنجليزية الشهيرة كمكتبة (سنيردلاند) ومكتبة (سبنسر) كما تجمع وتقتني قطع الخزف الأثرية أو الصور التاريخية سواء بسواء

(للبحث بقية)

إبراهيم جمعة

<<  <  ج:
ص:  >  >>