للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال راجف الصوت وهو يطرق بابها:

(روزاليا كرلوفنا. . . أنمت؟ أشعر. . . باني ر. . . ر. . . تعب. . . أود قليلاً من أقراص الحلوى)

فما جاوبه أحد وخيمي الصمت

(أرجوك! أفهمت. . . أرجوك. . . لماذا هذا القرف؟. . لا أستطيع أن أفهم. . . خصوصاً إذا كان الرجل. . . مريضاً. . . أي عبث. . . أنت في الحق. . . وفي مثل سنك) فقالت له:

(سأخبر زوجك. . . أنك لا تدع عذراء شريفة في أمان. . . لما كنت عند البارون انزيج. . . جاء إليَّ سعادته يطلب أعواداً من الثقاب. . . ففهمت في الحال معنى هذه الأعواد من الثقاب.!! وأخبرت البارونة. . . فأنا عذراء شريفة) فقال لها:

(إلى المشنقة بشرفك هذا. . . أنا مريض. . . قلت لك هذا. . . واطلب منك بعض أقراص من الحلوى. . . أتفهمين. . إني مريض) فأجابته:

(زوجك امرأة شريفة وطيبة. . . ومن الواجب عليك حبها. . . أجل. . . إنها نبيلة طيبة. . . ولن أكون لها عدوة)

فقال لها: (إنك غبية. . . غبية. . . أتفهمين. . . غبية)

اعتمد فاكسن على سارية الباب، طاوياً ذراعيه، ومنتظراً أن يذهب عنه هلعه الشديدة، فإن رجوعه إلى غرفته حيث يرتعش المصباح ويحملق فيه عمه. . . أمر لا يجرؤ على مواجهته، وأن وقوفه على باب الحاضنة وليس عليه سوى قميص نومه أمر غير لائق من جميع الوجوه!! فما الذي يعمله؟؟

ودقت الساعة الثانية وما بارحه جزعه؛ وكان الممر مظلماً فبدأ له خيال أسود طلع من كل ركن واستدار ليواجه عقب الباب. على أنه تصور في هذه اللحظة إنساناً جذب قميص نومه من الخلف ولمس كتفه

فأعول ثم صاح:

(عذاب الجحيم. . . روزاليا كارلوفنا)

ولما لم يسمع صوتاً فتح فاكسن الباب متردداً ودخل؛ وكانت الألمانية الفاضلة غارقة في

<<  <  ج:
ص:  >  >>