للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

أما أوشان فهو ابن فنغال نفسه؛ وقد كان فارساً منواراً، وشاعراً مجيداً؛ عاش على ما جاء في الأساطير الغاليقية في القرن الثالث ق. م.، وإليه يعزو مكفرسن وغيره من الأدباء هذه المنظومات الحماسية الرائعة، التي تدور على بطولة فنغال وقومه.

وجميع هذه الآثار الأدبية التي نشرها مكفرسن، معلناً أنها مترجمة موضوعة بأسلوب أقرب إلى النثر منه إلى الشعر؛ ذلك لما فيه من التسجيع والإيقاع المتكلف.

ويُعدّ أسلوب مكفرسن الأدبي من أروع الأساليب وأجملها وموضوع أدبه من أبعد المواضيع أثراً في تعجيل الحركة الإبتداعية ونشرها قبيل مجيء وردزورث. ولا يقتصر نفوذه على الأدب الإنكليزي فحسب، بل تعداه إلى الأدب الأوربي عامة، والألماني خاصة. فقد ترجمت منتوجاته إلى أغلب اللغات الحية وكان غوته وهردر الشاعر والنقادة الألماني الشهير من هواة أدبه.

ويروى أن ترجمة كيساروتي الإيطالية لقصائد مكفرسن، كانت من أحب الكتب إلى نابليون.

وبعد رجوعه من رحلاته الكشفية في سكوتلندا، تقلب مكفرسن في وظائف شتى، فمن سكرتير للجنرال جونستون في جزيرة فلوريدا، إلى عضو في البرلمان؛ وهو في أثناء ذلك لا ينقطع عن الاشتغال بالأدب، والنشر، وأهم ما نشره، خلاف ما عزاه إلى غيره من الترجمات الشعرية، كتاب (سر تاريخ بريطانيا العظمى)، ولقد ظل هذا دأبه، حتى وافته المنية في ١٧ فبراير سنة ١٧٩٦، فدفن في زاوية الشعراء في وستمنستر أبي

- ٣ -

مكفرسن والانتحال

كان صموئيل جونسن النقادة الإنكليزي الشهير ودكتاتور الأدب في القرن الثامن عشر، أول من نسب إلى مكفرسن انتحال أشعاره، وادعاءه أنها مترجمة من الغاليقية، فقد نشر جونسن سنة ١٧٧٥ كتيباً اسمه (رحلة إلى جزر اسكوتلندا الغربية) هاجم فيه مكفرسن هجوماً عنيفاً، مبيناً أن مكفرسن إنما عثر على بعض الأشعار والمقطعات القصصية في الشعر الغاليقي القديم، فحاك من هذه المقطعات تلك القصائد المطولة، التي

<<  <  ج:
ص:  >  >>