للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقد كان هذا الحوار الطريف مثار التعليق الكثير في دوائر الأدب، ونحن أميل إلى الأخذ في ذلك الموضوع برأي الشاعر بول فاليري، ويكفي أن نلاحظ ما أحدثته السينما والراديو ووسائل التسلية الفنية والشفوية من ضعف في الحركة الأدبية، لندرك أن الأدب الرفيع يسير إلى مستقبل غامض مجهول. فما رأي أدبائنا؟

برنارد شو في الثمانين من عمره

احتفل برنارد شو، واحتفلت معه إنكلترا، ببلوغه الثمانين من عمره (في الخامس والعشرين من يوليه) وفي ذلك اليوم قامت جمعية الحفلات بتمثيل روايته الشهيرة (جان دارك) ولبث برنارد شو طوال اليوم عاري الرأس، مشمر الساعدين، يطوف بلحيته البيضاء حول المسرح ليشرف على الاستعدادات، ويدلي بنصائحه للمس وندي هلر التي تقوم بتمثيل الدور الأول. وقد رأى برنارد شو أن يفاجئ أصدقاءه بهذه المناسبة بإحدى طرائفه فذكر لهم جميعاً أنه جمع من المال ما يكفيه، وأنه يستطيع أن يشتري لنفسه كل التحف والهدايا التي يتصورها الذهن، ولذلك فهو يرجو ألا تتعدى أثمان الهدايا التي ترسل إليه ثلاثة سنتات؛ فصدع أصدقاؤه بالرجاء، وجاءت السلال إلى فناء الدار تحمل أقلاماً من الرصاص، وأمشاطاً، ودفاتر للكتابة وأسلحة وأمثالها.

وقد ألقى برنارد شو في ذلك اليوم بتصريحين: أولهما أنه بهذه المناسبة يود أن يتجول قليلاً في جبال بلاد الغال، والثاني أنه لا يرى في الواقع فرقاً بين الاحتفال بعامه الثمانين وبين الاحتفال بعامه التاسع والسبعين.

تكريم الأستاذين أحمد أمين وعبد الرحمن عزام في دار الأيتام

ببيروت

لا تترك إدارة دار الأيتام في بيروت فرصة مرور أديب كبير أو رجل خطير إلا وتخف إلى تكريمه والاستفادة من علمه ومعرفته، حتى لقد أصبحت هذه المؤسسة في طليعة المؤسسات العلمية في الحاضرة بعملها على هذه الغاية وسبقها إلى كل مكرمة علمية، يقوم على إدارتها رجل شاب مثقف، دل على همة ونضوج في عمله، تراه لا يألو جهداً في تحسين هذه الدار والتقدم بها تقدماً محسوساً يرفع عنها (دالة اليتم) وإن تكن مصنوعة

<<  <  ج:
ص:  >  >>