للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

٢ - وقد أثرنا بعض كلامه في اللغة، وذلك قسمان

مجادلته ابن جني في مسائل عرضت أثناء قراءة الديوان عليه، وحسبك بمن يناظر في اللغة والصرف ابن جني أمام أهل العربية في التصريف، ثم يشهد له ابن جني الشهادة السالفة، وعندنا من هذه المجادلات أمثلة.

والثاني ما أملاه أبو الطيب نفسه شرحاً لبعض شعره. وقد عثرت على نسختين من الديوان فيهما كثير من هذه الشرح، وفيه من التبيين وإيراد الشواهد ونسبة الأقوال إلى أصحابها ما يشعر القارئ أنه يقرأ لأحد أئمة اللغة.

وأنقل هنا مثالين من إملائه على بعض أبيات ديوانه تبصرة للقارئ. جاء في شرح البيت:

أحاد أم سُداس في أُحاد ... لييلتنا المنوطة بالتناد:

(قال أبو الطيب: يقال أحاد وثناء وثلاث ورباع إلى عشار في المؤنث والمذكر غير مصروف، والفراء يصرفها إذا جعلها نكرات، وكل ما لا ينصرف من الأسماء يصرف في الشعر، لأن الصرف الأصل. وهذا الذي ينسب إليه في العدد فيقال ثنائي وثلاثي ورباعي وخماسي إلى عشاري. قال أبو النجم:

فوق الخماسي قليلا بفضله ... أدرك عقلاً والرهان عمله

وأنشد:

ضربت خماس ضربة عبشمي ... أدار سداس ألا يستقيما

وللكميت:

فلم يستريثوك حتى رم ... يت فوق الرجال خصالا عُشارا

وللهذلي:

يصيّد أُحدان الرجال وإن يجد ... ثُناءهم يفرج بهم ثم يزدر

وأنشدني:

أحمّ الله ذلك من لقاء ... أُحاد أحاد في شهر حلال

وحكى ابن السكيت عن أبي عمرو: ادخلوا موحد موحد ومثنى مثنى ومثلث مثلث ومربع مربع وكذلك إلى العشرة. وكذلك ادخلوا أحاد أحاد وثناء ثناء وثلاث ثلاث ورباع رباع إلى العشرة. قال علي (يعني ابن حمزة رواية أبي الطيب) وقال أبو الطيب: وكان أبو حاتم تبع

<<  <  ج:
ص:  >  >>