للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

- (حمادة؟ ماذا تقول؟ أنت جبان!).

- (جبان؟ لا. . . أنا لست جباناً. . . ألذلك تخافين مني؟ ولكن لا، لن يتمتع بك أحد غيري، أنت لي وحدي، أفهمت؟ أنتِ لي وحدي! فاطمة! انزعي هذا الثوب. . . وذاك النصيف!).

- (يا حمادة عيب!).

- (عيب؟ لا، ليس في ذلك عيب مطلقاً! قد عرفتك الليلة فقط، ولابد أن أنالك رضيت أو لم ترضي! ستكونين جميلة جداً وأنت عارية!

- (حمادة! إن لم ترجع (فسأصوّت).

- (صوّتي ما شئت! لا تفضحين إلا نفسك! أنا رجل على كل حال، ماذا يهمني إذا اجتمع الناس؟. . .

وانقض عليها المسكين ينزع عنها ثيابها ثوباً ثوباً. وما استعصى عليه منها جبذة فمزقه، حتى وقفت أمامه فاطمة دمية من المرمر الناصع. . . تمثالاً! تمثالاً فاتناً خلاباً. . . ولكنه لا يتحرك! لقد ذهلت فاطمة عن نفسها فلم تدر ماذا تصنع؟ أتصوّت كما أنذرته؟ ولكنه قال لها إنها إن فعلت فلا تفضح إلا نفسها. . . جبنت فاطمة فلم تصوت إذن. . . ووقفت مشدوهة حائرة، وصب القمر على بدنها الجميل المذعور أضواءه الفضية فزادها فتنة؛ وهبت نسمات عليلة فداعبت شعرها الأسود فانتثرت على جيدها وظهرها وحول عنقها. . . وجاء دور الشيطان. . . نوبة إبليس الأكبر! فرح يصقل فخذيها ويلون خديها ويثقل ردفها وينفخ ثديها. . . وانطلق يوسوس في قلب حمادة (هلم! أهجم عليها! لماذا تنتظر! ها هي ذي! إنها لك الساعة وإذا فارقتك فلن تراها بعد! أنت شاب، وللشباب مآربه! زوجتك الشائهة! لا تخش شيئاً! اقطف الثمرة قبل أن يلتقطها عشيق غيرك! الجدري! فاطمة جميلة ساحرة؟ الإصبع السادس! هالك متاع الدنيا!. . .).

وأزله الشيطان فانقض على الفتاة البائسة. . . وطرحها على (الدريس) اليابس وأعواد البردي المنداة. . . ووقف برهة يملأ ناظريه الفاسقين من جمالها المظلوم. . . وقبل أن يتقدم فيخطو الخطوة الأخيرة، وحين أيقنت فاطمة أنه موشك أن يعتدي عليها. . . اغرورقت عيناها بدموع غليظة، وقالت له:

<<  <  ج:
ص:  >  >>