للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وثانيها (شئون مصرية) من مثل: (في الأدب المصري. الكاتب المصري بين البيئة والوصف، تجديد الموسيقى المصرية، احتضار الحجاب، الفلاح، وتجديد القرية. . الخ). وثالثها (دراسات أدبية وفنية) من مثل: (في الفن الإغريقي، شعراء الأرستقراطية، في الأدب الهندي، ساعات مع بوذا وطاغور وملتون وشالي، ولز والعصر الجديد. . . الخ).

ولست أدري لماذا حشد الأستاذ كل هذه الفصول في كتاب واحد؟ ولم لم يصدرها في ثلاثة كتب حتى يكون من الممكن أن يستقل كل منها بفكرة متحدة وغاية واحدة؟ إن الكتاب كبير ضخم، وهو بضخامته غير المتناسبة يتخم القارئ ويصده عن متابعة القراءة، خصوصاً وأكثر القراء كسالى، وأكثر بحوث الكتاب دسمة غزيرة الفكر، والكتاب ليس قصة يغري أولها بآخرها، ولكنه حشد من الآراء التي لا يربطها في الظاهر أي رابط، وإن رَمَت في النهاية إلى التثقيف العام.

إن القسم الثالث من الكتاب، وهو أمتع أقسامه الثلاثة، كان يمكن أن يكون كتاباً مستقلاً يكاد لا يكون له نظير في المكتبات العامة. وإن أي بحث من بحوثه ليشهد للكاتب بسعة الاطلاع وعظم الجهد الذي عانى في كتابه بعد تحضير مواده الكثيرة. . . فالبحث الأخير مثلاً (ولز والعصر الجديد) هو عصارة شهية لهذا الكاتب الإنجليزي المأسوف عليه، لقي في إعدادها حضرة الكاتب كل عناء ومشقة؛ ويكفي أن تعرف أنه تناول أكثر كتب ولز، فلخصها وشرح لك طريقته في كتابة كل منها؛ لتعلم أي جهد جبار كان يبذل أديبنا عندما اعتزم كتابة فصوله في هذا القسم الثالث من الكتاب. ومثل هذا الفصل لا يمكن أن ينتهي منه الكاتب في أقل من شهر تقريباً. أفليس من الحرام إذن أن يجتمع ذلك البحث الكلي و (شؤون مصرية) أو (تأملات على شاطئ البحر) في كتاب واحد؟! ما لولز وما لهذه الموضوعات (وليست المواضيع يا أستاذ نقولا!) الإنشائية يا صديقي؟ ما لولز وتنيسون وطاغور وبوذا وأندريه شينيه وهوراس. . . وما لخواطر في مقبرة وخواطر في حديقة وخواطر في الطريق وفي العمل؟! أفلم يكن أخلق بهذه التراجم العالمية أن تستقل في كتاب واحد يكون له خطره وفائدته؟!

وقل مثل ذلك في القسمين الآخرين.

هذا من حيث شكل الكتاب، وإن يكن إغفال الصور - خصوصاً للمترجم لهم - قد شوه

<<  <  ج:
ص:  >  >>