للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مشاهداته كتاباً صدر أخيراً في باريس وعنوانه: (النزهة المصرية)

ومسيو آفلين كاتب ذلق خفيف الروح، ولكن الوقار يطبع أسلوبه؛ فهو قد كتب عن مشاهداته في مصر مجلداً يبلغ نحو ثلاثمائة وخمسين صفحة، وضمنه كثيراً من الملاحظات والنكت الظريفة، ولكنه لم يدع في كتابه أنه أصبح بهذه الزيارة أعرف الناس بمصر والمصريين، بل هو يصارحنا في مقدمته بأنه يكتب متهيباً لأنه لم يحسن معرفة مصر، وأن مصر لا تعرف في زيارة أو زيارات، وإنما لا بد لمعرفتها من وقت ودراسات كثيرة.

ومما يجدر ذكره أن مسيو آفلين لم ينحدر إلى شيء من ذلك الإسفاف الذي رأيناه في كتابات بعض الفرنسيين الذين زاروا مصر في العهد الأخير، ولا سيما فرانسيس كاركو الذي يصور مصر في كتاباته أقبح تصوير، ويزعم أنها من أكبر مراكز البغاء في العالم، ولا يجد لأحاديثه سوى المواخير والمنازل السرية والمقابلات الغرامية المزعومة مع بنات الباشوات. . . الخ؛ هذا الإسفاف الذي ينحدر إليه فرانسيس كاركو وأمثله يتعفف عنه مسيو آفلين غاية التعفف، ولا يطالعنا إلا بأحاديث شائقة ظريفة تفيض عطفاً وحباً.

سفينة جوية هائلة

يظهر أن عجائب الاختراع البشري لن تقف عند حد، وأننا قد نشهد في المستقبل القريب سفناً جوية جبارة تشق جو المحيط، كما نشهد اليوم السفن المائية الجبارة تشق عباب المحيط؛ ففي أنباء أمريكا الأخيرة أن المستر شولر كلنهانز مهندس الشركة الجوية الكبرى التي أنشأت أهم وحدات الأسطول الجوي التجاري الأمريكي، قد وضع تصميماً جديداً لسفينة هوائية جبارة لا تقل في حجمها عن سفينة بحرية حقيقية.

وقد شرح المستر كلنهانز تصميمه أمام مجمع العلوم الجوية في سان فرنسيسكو، وقال إن تكاليف السفينة الجديدة تبلغ نحو أربعة ملايين جنيه، وأنها تستطيع أن تخترق المحيط من نيويورك إلى ليفربول في إحدى عشرة ساعة فقط، ويستغرق صنعها على الأقل أربعة أعوام من العمل المتواصل.

ويقول المستر كلنهانز إن الأمر ليس خيالاً وإنما هو مشروع علمي قتل بحثاً ودرساً من الوجهة الفنية، وتأكدت صلاحيته وإمكان تحقيقه بالتجارب العلمية، وسيكون وزن السفينة

<<  <  ج:
ص:  >  >>