للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لليابان؛ وقد أعدت هذه الدور لتكون فنادق للطلبة وجهزت بوسائل الراحة والنظافة، وأثثت ببساطة واتقان؛ ويستطيع الطالب أن يجد سكناً في دار البلد الذي ينتمي إليه بأجر شهري قدره مائة فرنك؛ ويستطيع أن يجد غرفة خاصة حسنة الأثاث بأجر شهري قدره مائتا فرنك، وتغص هذه الدور بالطلبة لما لها من مواقع جذابة تغمرها الشمس والضوء والهواء، ولما للسكن فيها من المزايا المريحة.

ولقد وددنا أن نرى في المدينة الجامعية بين هذه الدور الأنيقة الضاحكة، دارا مصرية! ففي باريس يدرس دائماً عدد كبير من الطلبة المصريين، وإنها لدعاية حسنة لمصر المستقلة الفتية أن يكون لها دار جامعية في العاصمة الفرنسية إلى جانب دور الأمم الأخرى، وإنها لنعمة سابغة لطلبتنا أن يكون لهم في باريس دار مصرية يأوون إليها بعيداً عن صخب المدينة ومغرياتها؛ قهل تفكر وزارة المعارف في هذه المسألة الهامة، وهل توليها شيئاً من عنايتها وعطفها؟ إنا لنرجو مخلصين داعين بالتوفيق والتحقيق.

هذا ولا تنس وأنت في باريس أن تزور (المكتبة الوطنية) في شارع ريشليو، ففي هذا المعهد الثقافي الضخم كنور زاخرة من الكتب في مختلف العلوم والفنون؛ وفي المكتبة الوطنية قسم شرقي ضخم، وقسم خاص بالمخطوطات العربية، ولكل قسم فهارسه المنظمة، ومرشدون يفهمون أعمالهم حق الفهم، وقد لفت نظرنا عند مراجعة فهارس المخطوطات العربية عدة أسماء مخطوطات نادرة مثل: أحاديث الإمامة والسياسة (رقم ١٥٦٦)، وحسن المسالك لأخبار البرامك (٢١٠٧) وعيون المعارف للقضاعي (١٤٩٠)، وتراجم الصواعق في وقعة الصناجق (١٨٥٣)، وتاريخ المهديين والحفصيين (١٨٧٤)، وتاريخ مصر لابن زولاق (٤٧٢٧). بيد أننا لم نجد متسعاً من الوقت لبحث هذه المخطوطات لمعرفة حقيقتها ومبلغ أهميتها.

وهنالك في باريس صرح لابد لكل مسلم أن يزوره، هو مسجد باريس؛ ويقع المسجد في قاصية باريس، وفي حي من الأحياء القديمة المتواضعة على شوارع جوفري سانت هيلير، وجورج دوبلا وديبانتون، وقد بني على الطراز المغربي، ويشرف بابه العمومي ومئذنته على شارع ديبانتون، وفي فنائه حديقة صغيرة حولها أروقة أربعة تفضي إلى أبهاء وأجنحة ومرافق مختلفة، وفي الجهة اليمنى من الفناء يقع المصلى، وهو بهو شاسع أنيق،

<<  <  ج:
ص:  >  >>