للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

حتى تألبت عليه أوربا بأسرها، وظاهرتها في تألبها شر أنواع الخيانات.

والآن نسأل: ماذا كان أثر ذلك المجد في نفس نابليون؟ لقد كان يمكن أن ينسى نشأته، ويتنكر لعائلته، ولا يأبه لعوز المعوزين، ولا يحفل ببؤس البائسين. على أن شيئاً من ذلك لم يكن، وظل نابليون في حاضر مجده، كما كان في ماضي بؤسه، ينطوي على أصدق الود لذوي قرباه؛ لا ينسى يد الصنيعة لمن اصطنعها، ولا تفتر حرارة إخلاصه لأصدقائه؛ يشعر قلبه حب الواجب، ولا يتطرق إلى إرادته الوهن أو تصيب عزيمته الكلال.

ما كان نابليون في مصاف الملائكة كما تخيله أنصاره، ولا كان في عداد الوحوش الضارية كما تصوره خصومه، وإنما كان رجلاً عظيماً خالداً في التاريخ، وإنساناً له عواطفه وأهواؤه، ورذائله وفضائله.

عبد المجيد نافع المحامي

<<  <  ج:
ص:  >  >>