للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[البريد الأدبي]

كتاب جديد عن الشاه

يعتبر جلالة رضا خان عاهل إيران من أعظم قادة العصر وملوكه؛ ومن أعظم زعماء الإصلاح في الشرق؛ وقد استرعت شخصيته وأعماله الباهرة اهتمام كثير من الكتاب والمؤرخين المعاصرين، فصدرت عنه عدة كتب بمختلف اللغات؛ ومن ذلك كتاب صدر أخيراً بالألمانية عنوانه: رضا شاه بقلم الكاتب الألماني (هوبرت ملتسج ويستعرض المؤلف في كتابه منذ مولده في سنة ١٨٧٨ في قرية علشت من أعمال مزنداران، ووفاة والده وهو طفل في نحو الخامسة، وتربيته على يد أخيه الجنرال نصر الله خان. ومما يذكر عن الشاه أنه تلقى تربيته العسكرية في فرقة القوازق الروسية الشهيرة حيث اشتهر بالفروسية والبراعة في الأعمال العسكرية؛ وفي سنة ١٩٢١ حينما اضطربت شؤون فارس وتجاذبها النفوذان الروسي والإنكليزي زحف رضا خان على رأس كتيبة من الجند الوطنيين على طهران، وعاون على تأليف وزارة وطنية برآسة السيد ضياء الدين، ودخلها هو وزيراً للحربية؛ ومن ذلك الحين يقوى نفوذ رضا خان في الحكومة وفي توجيه السياسة الإيرانية، وكان معظم من ورائه يشد أزره، وما زال يتحين الفرص حتى قام بضربته الأخيرة، وتولى العرش سنة ١٩٢٥، وأقصى عنه أسرة فاجار الملوكية التي سقطت إيران في ظلها إلى الحضيض.

ويصف المؤلف شخصية الشاه ووسائله في الحكم، ويقول إنه يؤثر سياسة الروية والتريث على سياسة الاندفاع والتسرع التي يأخذ بها الكماليون في تركيا؛ وهو قد استطاع أن يحرر بلاده من النفوذ الأجنبي، وأن يلغي المعاهدات الأجنبية المجحفة، وكذلك الامتيازات الأجنبية والمحاكم القنصلية، وكل ما يعترض السيادة القومية، ولكنه قطع هذه الخطوات في روية وتمهل، ونجح إلى أبعد حدود النجاح، وأبدى براعة سياسية تخلق بأعظم الزعماء والساسة، ثم عمد رضا خان بعد ذلك إلى الإصلاحات الداخلية فأصلح الدستور والقوانين، وأدخل النظم والعادات العصرية في المجتمع الإيراني، ومع ذلك فلم يعمد إلى العنف أو الاندفاع وإنما سار في كل ذلك بطريقته الرفيقة المستنيرة معاً.

ويكتب المؤلف بأسلوب قوي واضح معاً؛ ويعتبر مؤلفه خير ما أخرج في موضوعه في

<<  <  ج:
ص:  >  >>