للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

عني فصحت به: (حامد! ماذا جاء بك إلى هنا؟)

وكان الواجب أن ينهض وينفض التراب ويشرح لي الأمر ويفسر لي كيف دس نفسه تحت سريري، ولكنه لم يفعل شيئاً من هذا كله بل بقي قائماً على ركبتيه وراحتيه فضحكت وقلت له: (أظن أن على أنفك شيئاً من التراب)

فقال: (صحيح؟) وشرع يمسحه بكفه.

فقلت وقد سرني المنظر: (وهل تظن أني أكذب عليك في أمر مهم كهذا؟. ولكنك حين مسحت انفك وضعت على وجهك نحو طن من التراب لأن يدك كما لا أحتاج أن أنبهك غير نظيفة)

فاتكأ على كف ورفع كفه الأخرى إلى عينه لينظر وقال: (صحيح)

فقلت: (أظن أن هنا حوض وماء ففي وسعك أن تغتسل وتعود نظيفاً كما كنت. . . وبعد ذلك نستطيع أن نتفاهم).

فغسل وجهه ورأسه وسرح شعره، ونفض التراب عن ثيابه ثم ألتفت إلي وقال: (الحقيقة أن الرقاد تحت السرير حماقة).

فقلت: (هذا يردنا إلى الموضوع، فلماذا كنت راقداً تحتسريري؟؟ وماذا جاء بك إلى هنا على كل حال؟)

فقال: (تحت السرير؟ أنا؟. . . آه)

فقلت: (نعم. تحت السرير. . . . . هذا سرير؟ أليس كذلك؟ اتفقنا أذن! وأنت كنت تحته. . . فماذا كنت تصنع تحته. . . أعني تحت هذا السرير؟ سريري أنا. .؟)

فقال: (أهي غرفتك؟)

قلت: (ليس أسمي مكتوب عليها لا بأحرف من نور ولا بالطباشير ولا بالدهان، ولكن أظن صاحب الفندق يشهد بأنها غرفتي إذا شئت أن تسأله. . . . على كل حال يمكنك أن تصدقني وتكتفي بما أقول)

فقال: (طبعاً. . . طبعاً. . . لا شك. . . لا شك)

فراقني هذا جداً، وأدركني العطف على هذا الشاب الذي قذفت به نصيحتي في عباب حياة لا قبل له به، وقلت (الآن نعود - إذا سمحت - إلى السؤال) فقال: (لقد كنت أظنها خالية.

<<  <  ج:
ص:  >  >>