للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الوقت ذاته إلى مخافة النبي من وقوع الانقسام والفتن، فهل لا يعتبر هذا تعليلاً؟. وفي هامش ٥٢ نرى خطأ مطبعياً لم يصححه، كذلك لم يبين المؤلف كيف كان جمع الناس على مصحف واحد عاملاً من عوامل الثورة صفحة ٦١، وفي صدد الكلام عن إيثار عثمان أقاربه بالخلافة نراه يثبت في صفحة ٦٥ أن عثمان عزل عن الكوفة محمد بن عتبة وولى سعيد بن العاص، ولكن المؤلف عندما راح ينقد هؤلاء الولاة تكلم عن الوليد كوال للكوفة فماذا كان من أمر سعيد بن العاص؟ ومتى عين الوليد؟

هذا وفيما عدا تلك الهنات فالكتاب بحث قيم ممتع. ومما يحمد للمؤلف أنه وضع في آخره ثبتاً مسهباً للمراجع العربية والإفرنجية وأنه عني بطبعه عناية جعلت الكتاب في طبعته الثانية هذه أجمل شكلاً وألطف حجماً مما كان عليه في لباسه الأول، وهو مطبوع في دار النشر الحديث للأستاذ الصاوي وثمنه خمسة وسبعون مليماً.

- ٢ -

يأتي بعد ذلك كتاب (الشخصية) للأستاذ محمد عطية الابراشي وهو كتاب ظريف الشخصية قويها، يجتذبك إذا رأيته، ويسرك إذا خبرته: يجتذبك بلطف شكله وحجمه، ويسرك بما تطالع فيه من عوامل تكوين الشخصية. والأستاذ المؤلف معروف اليوم بكتاباته في علم النفس، ولقد كتب عن الشخصية فصلاً في كتابه في (علم النفس) ولكن (عن له فيما بعد أن موضوعاً كالشخصية يحتاج إلى كثير من التفصيل والتمثيل، والآن يسره أن يتقدم إلى قراء العربية وبخاصة شبان اليوم ورجال الغد بذلك الكتاب).

ولقد نحا الأستاذ في كتابه طريقة سهلة سائغة، فهو يتعرض للمسألة ثم يوضحها بالأمثلة المتنوعة؛ ومما يحمد له أنه كان يأتي بها من الشرق والغرب، بل لقد كان يتمثل بكثير من الشخصيات العربية ويرينا كثيراً من مواقف البطولة والفضيلة عند العرب ويعرض علينا منهم صوراً ما أجملها وأدقها في المقارنة بين حاضرنا وماضينا.

وبهذه الطريقة الشائقة جعل الأستاذ الابراشي كتابه في متناول كل قارئ فلا يحتاج الإنسان إلى كد ذهنه في تفهمه، بل إنك إذا تناولته لا تحب أن تدعه حتى تتمه.

بيد أني احب أن أشير إلى بعض هنات ما أحسبها تنال من شخصية الكتاب إلا بمقدار ما ينال من شخصية العالم الضليع بعض ما تضطره إليه العجلة من الهفوات. فلست أرى

<<  <  ج:
ص:  >  >>