للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

أمها أيام كانت الحياة هانئة بين الزوجين، فهو إنما يحب أمها فيها في حين أنه يكره أولاده الآخرين لأنهم ليسوا ثمرة الحب، بل أنجبتهم أمهم في أيام الجفوة والشقاء بين الزوجين، وهذا هو السر في قسوته عليهم وفي أنه لا يفهمهم ولا يفهمونه

الإخراج والتمثيل

تصرف المخرج تصرفا له من السوابق ما يبرره وهو إخراج الروايات التاريخية في ثوب عصري، إلا أنه كان من الخير أن تظهر القصة في ثوبها التاريخي، فإنما تمثل واقعة تاريخية هي قصة زواج روبرت بروننج من اليزابيث باريت. أما رسم المناظر فبديع ولا سيما المنظر الثاني، ولكن اختيار الورق الأزرق الداكن لكساء حوائط غرفة نوم اليزابيث مما لا يلتئم والحوادث التي تجري فيه. فالرواية كما نعلم تحوي المواقف المحزنة والمواقف المضحكة، والأزرق الداكن لا يصلح إلا للمواقف المحزنة، ولأنه يبعث آثراً قابضاً في نفوس النظارة، فكان من الواجب أن يتنبه المخرج لهذه الحقيقة

أما الإضاءة فمهملة إلى أبعد حدود الإهمال: فهي واحدة لا تتغير سواء في المواقف المحزنة والمفرحة؛ ومن بديهيات الإضاءة أن الضوء القوي الصارخ من ضروريات المواقف الفكهة، كما أن الضوء الخافت من ضروريات المواقف المحزنة؛ ولكن الأستاذ عزيز يتجاهل هذا كله ويجعل الضوء قوياً صارخاً طوال مواقف الرواية

وفي المنظر الأول نجد الشبان يصعدون إلى غرفة نوم شقيقتهم بعد تناول العشاء وهم في ملابس السهرة في حين أن الشقيقتين كانتا تلبسان الملابس العادية. والأدهى أننا لم نحس أثناء التمثيل أننا في جو إنجليزي، فقد كان الممثلون في أحاديثهم وحركاتهم مصريين أكثر منهم إنجليزا. فالأستاذ منسي فهمي قام بدور الأب وبذل مجهوداً كبيراً ووفق إلى حد بعيد في تأدية الدور، ولكن كان يثور من حين لحين مما لا يتلاءم مع الشخصية ومع الخلق الإنجليزي؛ فالشخصية ليست في حاجة إلى الثورة لتؤثر الأب في نفوس أولاده، فان الرهبة التي في نفوسهم منذ الطفولة كفيلة بأن تعنى عن هذه الثورة، ولكن الذنب ليس ذنب الممثل بل هو ذنب المخرج. والآنسة نجمة إبراهيم كانت مجيدة في دور هنريتا، ولكنها كانت في ثورتها مصرية وفي سخريتها كانت بعيدة عن تصوير الخلق الإنجليزي. ومن المؤلم أن يسمح المخرج لعباس فارس أن يظهر الكابتن بهذه الصورة المزرية، فإن من

<<  <  ج:
ص:  >  >>