للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

أفأنت قوة جديدة وحق جديد؟ أأنت حركة ابتداء؟ أأنت عجلة تدور على ذاتها؟ أبوسعك أن تجعل النجوم تدور حولك؟

لكم من طموح يتحفز نحو الأعالي، ولكم من طمع يرتعش في أمانيه، فاثبت لي أنك لست من الطامحين الطامعين.

إن كثيراً من ساميات الأفكار لا تعمل إلا عمل الأكر المنتفخة فلا تكاد تتضخم حتى يحكمها الضمور.

إنك تدعو نفسك حراً، فقل لي ما هي الفكرة التي تقيمها مبدأ لك. ولا تكتف بقولك إنك خلعت نيرك، فهل كنت يا ترى ذا حق بخلعه؟ إن من الناس من يفقدون آخر مزية لهم إذا هم انعتقوا من عبوديتهم.

لا يهم زارا أن تقول له من أية عبودية تحررت، فلتعلن له نظراتك الصافية الغاية التي تحررت من أجلها

هل بوسعك أن تسن لنفسك خيرها وشرها فترفع إرادتك شريعة تسود أعمالك. أبوسعك أن تكون قاضياً على نفسك وان تكون منتقماً منها لشريعتك؟

إنه لأمر مريع أن يبقى الإنسان منفرداً مع من أقامه قاضياً عليه ومنتقماً منه بالشريعة التي أوجدها. إن مثل هذا الإنسان ليذهب في الفضاء ذهاب الكوكب مقذوفاً إلى فراغ الوحدة وصقيعها.

إنك وقد أصبحت منفرداً لا تزال تتألم من المجتمع لأنك لم تطرح شجاعتك ولم يزل للأمل مرتع فيك. غير أنك ستتعب من انفرادك يوماً، إذ تلين قناتك، وينحطم غرورك فلا تتمالك من الهتاف قائلاً. إنني أصبحت وحيداً فريداً

سيأتي يوم تحتجب فيه عظمتك عنك فتلتصق صغارتك فيك حتى لترتجف فرقاً من تساميك نفسه إذ يبدو أمامك كشبح مرعب فتصرخ قائلاً (كل شيء باطل)

إن في المنفرد عواطف تطمح إلى القضاء عليه فإن لم تنل منه نالت من نفسها وانتحرت. فهل أنت مستعد لارتكاب جريمة قتل؟

أتعرف، يا أخي، معنى كلمة الاحتقار، وما ستكون آلامك إذا أنت أردت العدل واضطررت إلى الاقتصاص ممن يحتقرونك؟

<<  <  ج:
ص:  >  >>