للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

لا، لا؛ يا رجال الجامعة. إن قنبلة الشباب المجاهد تملأ بالبارود لا بالماء المقطر. . . .

أن الشباب مخلوقون لغير زمنكم، فلا تفسدوا عليهم الحاسة الاجتماعية التي يحسّون بها زمنهم

لا تجعلوهم عبيدَ آرائكم وهم شبابُ الاستقلال إنهم تلاميذكم ولكنهم أيضاً أساتذة الأمة.

لقد تكلم بلسانكم هذا البناء الصغير الذي يسمى الجامعة. وتكلم بألسنتهم هذا البناء الكبير الذي يسمى الوطن.

أما بناؤكم فمحدود بالآراء والأحلام والأفكار؛ وأما الوطن فمحدود بالمطامع والحوادث والحقائق.

لا لا. إن المسلمين الذين هَدَوا العالم، قد هدوه بالروح الدينية التي كانوا يعملون بها بأحلام الفلاسفة

لا لا. إن الفضيلة فطرة لا علم، وطبيعة لا قانون، وعقيدة لا فكرة؛ وأساسها أخلاقُ الدين لا آراء الكتب

من هذا المتكلم يقول للأمة: (الجامعيون لن يقبلوا أن يدخل أحد في شئونهم مهما يكن أمره).

أهذا صوت جرس المدرسة لأطفال المدرسة؟: تِرِن تِرِنْ. . . . فيجتمعون وينصاعون؟

كلا يا رجل، ليس في الجامعة قالب يصَب فيه المسلمون على قياسك الذي تريد.

أن التعليم في الجامعة بغير دين يعصم الشخصية، هو تعليم الرذيلة تعليمَها العالي

(ويستنبئونك أحق هو إي وربي إنه لَحق وما أنتم بمعجزين).

قوة الأخلاق يا شباب، قوة الأخلاق. إن الخطوة المتقدمة تبدأ من هنا.

(طنطا)

مصطفى صادق الرافعي

<<  <  ج:
ص:  >  >>