للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

ومن بين مشاهير الذين حضروا من إنجلترا إلى طليطلة روبرت أوف إنجلاند) (عاش حوالي ١١٤٣) وهو أول من ترجم القرآن ثم دانيل مورلي (١١٧٠)

وكان ارنولد دي فيلا نوفا (١٢٣٥ - ١٣١٣) آخر العلماء الأسبان الذين كان لهم نصيب وافر من ترجمة مؤلفات العرب الطبية إلى لغات الغرب، وقد صار فيما بعد طبيبا خاصا لبطرس الثالث ملك أرغون، ودرس الطب في جامعة مونبلييه ونقل عن العرب استعمال الصبغات في الأدوية، وادخلها في دساتير الأدوية الأوروبية، كما أنه ترجم كتاب ابن سينا عن القلب

وقد أنار العرب لأوربا سبيل الدراسة المبينة على التجربة والمشاهدة ويقول مؤرخ مونبلييه الشهير جرمان (الفرنسي) إن بقاء مؤلفات الأطباء العرب في برنامج الدراسة الطبية في مونبلييه حتى ختام القرن السادس عشر خير شاهد على صفات الإيضاح والتنوير وعلى الطريقة التعليمية التهذيبية التي امتاز بها الكتاب العلميون في الأمة العربية)

وتوجد في سجلات كلية الطب بباريس قائمة جرد للكتاب الطبية بها في سنة ١٣٩٥ تحتوي على اثني عشر مجلدا كلها مؤلفات لأطباء العرب. وكان لويس الحادي عشر دائم القلق على صحته ولهذا كان حريصاً على أن تكون في مكتبته كتب (الرازي) الطبيب العربي الأشهر ولم يكن منها إذ ذاك في مكتبة مدرسة الطب بباريس سوى نسخة واحدة فاستعارها الملك بشرط أن يردها وقد فعل!

وأرى في ختام هذا البحث أن أذكر كلمة المؤرخ (لبري): (لو لم يظهر العرب في التاريخ لتأخرت نهضة العلوم والفنون (الرينسانس) في أوروبا قرونا عديدة).

(جنيف)

زكي علي

<<  <  ج:
ص:  >  >>