للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

طفلين، أي طفلين!

(يخرج مع بلياس)

المنظر الثاني:

(كهوف تحت القصر. يدخل جولو وبلياس)

جولو: أحترس. . . من هنا من هنا. . . ألم تلج قط هذا المكان؟

بلياس: بلى، مرة واحدة. . . وقد مضى على ذلك زمن طويل

جولو: إذن أنتظر. . . ها هو ذا الماء الراكد الذي حدثتك عنه. . أتشم رائحة الموت التي تنبعث منه؟ هلم نتقدم حتى نبلغ آخر الصخرة المطلة على الماء، ثم انحنى عليها قليلاً. . . ستهب عليك الرائحة وتصدم وجهك. . انحنى ولا تخف، سأشد أزرك. . أعطني لا. لا. . لا أريد يدك. . أخشى أن تفلت من يدي. . أعطني ذراعك. . . أترى الهاوية؟ بلياس؟ بلياس؟

بلياس: نعم. أعتقد أني أرى قاع الهاوية. . . أهو النور الذي يهتز هكذا؟. . . أنت. . .

جولو: نعم. إنه المصباح في يدي يهتز. . انظر، إني أحركه لأنير الجدر. .

بلياس: إني أختنق في هذا المكان. هلم نخرج

جولو: لك حكمك

(يخرجان في صمت)

المنظر الثالث:

(شرف عند مخرج الكهوف)

بلياس: آه! الآن أتنفس بعد ضيق. . . اعتقدت، لحظة؛ أن الدوار سيصرعني في هذه الكهوف الهائلة. . كنت على وشك السقوط. . في ذلك المكان المخوف هواء رطب ثقيل كأنداء من الرصاص، وظلمات كثيفة كعجين مزج بالسموم. . وهاأنذا أملأ رئتي بهواء البحر كله!. . إني لأجد نسيما منعشاً نضيراً، كزهرة تفتحت في هذه اللحظة وسط أوراق صغيرة خضراء. . آه! لقد سقيت منذ قليل الأزهار المغروسة أمام الشرف، والنسيم يحمل إلينا رائحة العشب المبلل ويفوح بشذى الأزهار وعطرها. . حان وقت الظهر أو كاد، وآية ذلك أن ظل البرج قد أدرك الأزهار. انتصف النهار، لأني أسمع دق النواقيس وأرى

<<  <  ج:
ص:  >  >>