للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كل ثناء وتقريظ في معالجة هذا الداء الوبيل، داء الاهتمام بكل ما هو غربي في رفق وقوة معا. لقد أعجبتني تلك القطعة بنوع خاص، وأني أدعو شبابنا إلى قراءتها وأستحثهم على ذلك

الكتاب كله كما قدمت صورة من نفس صاحبه، فسواء استمعت إلى الدكتور أو قرأت له، فستجد الأمر سواء. فستظفر بعذوبة روحه في فكاهاته البارعة، وخطرات نفسه في تهكمه الرقيق العميق، كما ستلمس سموه فيما يتوخى من غرض وما يحرص على بلوغه من غاية. هذا وتحملني صراحة الدكتور أن أذكر له قطعتين لم أسغهما كما كنت أحب، هما (عاصفة في قدح) و (عقد من اليشب). ذلك أني لم أجد محلا للملكين في القطعة الأولى، ولا انسجاما في الزمن في القطعة الثانية. ولقد أذكر أيضا أني لم أفهم ما الذي أحال العسل خلا في قطعة (ثم أرادت أن تجعل منه رجلا) فجعل الزوج بغيضا في عين زوجته

وإني لأحس أن أدب الدكتور أعز علي من أن أمر على بعض هنات سقطت إلى أسلوبه دون أن أشير إليها، ذلك أنه يضع في كلامه عبارات معروفة تظهر نابيه حين يوردها في غير مواضع المزاح كقوله (أذن مؤذن الطعام) ثم كنت أعثر على بعض الأخيلة التي لم أسغها، كقوله: (الهواء مغرب في الضحك) و (سنديان الشقاء) و (مطرقة البلاء) و (شمر عن ساعد الفلسفة) وأمثالها.

على أن هذه كما ذكرت هنات ما أشرت إليها إلا لأني رأيتها غريبة وسط هذا الأسلوب المشرق البديع، في هذا الكتاب الذي أحببته وأكبرته، وأعتقد أن القراء سيحبونه مثل ما أحببت، ويكبرونه مثل ما أكبرت.

(الخفيف)

<<  <  ج:
ص:  >  >>