للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(قمار؟ استغفر الله. هذه تسلية. زيادة تصلح بها روح اللعب، فيصبح أحمى وأمتع فأصر وأقول (كلا. إذاأردت اللعب فليكن بغير رهان) فلا ينهزم ويقول (قرش واحد!) فأقول: (ولا مليم) فيهز رأسه آسفاً ويقبل

ونشرع في اللعب ويتفق أن يؤاتيه الحظ فيضيق على الخناق ويعظم أمله في النصر فيميل على الطاولة ويقول (ما رأيك؟. هذا الدور لي أم لك؟) فأدير عيني في مواضع الحجارة فلا أرى داعياً لليأس فأقول (إني أرجو أن يكون الدور لي) فيقول (حسن. . تراهن؟) فأقول محتجاً (رجعنا؟. لا يا سيدي) فيقول (إذا كنت واثقاً من الفوز فماذا يمنعك أن تراهن؟) فأقول (لست واثقاً. . ثم إن الأمر عندي مرجعه إلى كراهتي للقمار، لا للخوف من الخسارة (فيتنهد أسفاً على الفرصة التي أضعتها عليه ببلادتي وجمودي

وثالث لا يترك الأمر للحظ كما هو الواجب في لعبة كهذه بل (يقرص كما يقولون - أي يسوي) (الزهر) واحداً فوق الآخر ثم يلقيهما برفق وتؤدة لتجئ الأعداد أو الأرقام التي يطلبها، وهذا شيء لا يليق لأن مؤداه أن ملاعبك قد وثق من الفوز بالغة ما بلغت قدرتك ومهارتك وبراعتك في اللعب. ولا ادري أية متعة يستفيدها المرء من (القرص) إلا إذاكانت المتعة هي التنغيص عليك

وأعوذ بالله من لاعب لا يزال يحوجك إلى النهوض عن كرسيك لتبحث عن (الزهر) الذي قذف به لا تدري أين وتمضي دقائق في البحث والتحديق - وأنت منحن - تحت الكراسي وبين أرجل الناس الذين لا تعرفهم. وكثيراً ما يتفق أن يكون (الزهر) الضائع في طية البنطلون. وليس بالنادر ألا تجده لا أنت ولا صاحبك فتصفق ليجيئك عامل القهوة (بزهر) جديد. وقد يكون العامل سمجاً أو قليل العقل فيروح يبحث أولاً، وتنقضي دقائق أخرى وأنت تتبعه بعينيك. ثم يجيء (الزهر) الجديد فيتناوله صاحبك - لأن هذا دوره ويقلبه في كفيه ويقول (لا. هذا كبير.) أو لا. هذا صغير (فيضيق صدرك وتقول (يا أخي العب. كله زهر) وتستأنفان اللعب فتزهق روحك لأن صاحبك ممن يأبون إلا أن يقدروا كل احتمال، ويحسبوا كل حساب، ويحتاطوا لكل أمر، كأنما صار مصير العالم رهناً بهذه اللعبة، فينفد صبرك وتقول له (يا أخي العب) فيقول (حلمك يا سيدي. . بقي أن سحبنا هذا (القشاط)؟. من يدري؟. ربما ضربنا وعطلنا. طيب. . وإذا خرجنا فماذا يكون؟. والله هذا أحسن. .

<<  <  ج:
ص:  >  >>