للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

لما تركتها بين يدي صبيانها (فتيان وفتيات) يقرءونها بلا تحرج. هذه المؤلفات يا سيدي الأستاذ لا تخلو - كما تعلم أو لعلك لا تعلم - من قطع نعتها البعض بأنها من الأدب المكشوف. وإني شخصيا لا أميز بين هذه القطع وبين غيرها؛ فالأدب ليس له عندي غير اسم واحد هو الأدب بمعناه الواسع؛ وليس له إلا هدف واحد: هو الفن، أو على الأصح هذا ما نزعمه - والله أعلم!

فهل لك يا سيدي المحترم أن تبادر إلى هذه السيدة، وتعلن لها تلك النتيجة المحزنة، ثم تدعوها باسم الفضيلة والأخلاق أن تسلمك هذه المؤلفات الموبوءة لتطهر البيت منها؟ ولك أن تقترح استبدالها بغيرها مما يعنى بالتربية والتهذيب، وزرع الفضيلة في النشء الصغير. وكنت أود أن تحل كتبك محل كتبي، ولكني أشك في صلاحيتها لهذا الأسرة المحترمة؛ إذ أن مغامراتك الغرامية المنقطعة النظير، وهذا الشجار العائلي القائم على الدوام بينك وبين أهل بيتك (في عالم الخيال طبعا)، خطر لا يقل في نظري عن الأدب المكشوف. إذن، عليك أن توجه نفسك شطر مكتبة الأطفال. وليس أمامك إلا صديقنا الأستاذ كامل الكيلاني، فهو خير من يزودك بما تشتهي وتحب.

إن ذكر الأدب المكشوف والمغامرات الغرامية والشجار العائلي، سيدعو الفتيان والفتيات، من الأدباء وغير الأدباء، إلا أن يلتفتوا بنوع خاص لهذا النوع الجديد من الأدب، فيهرعوا إلى المكاتب متزاحمين. . . ومن ثم ينهال علينا وافر الربح. . .

وبعد هذا، ألا ترى أننا مازلنا نستغل طيبة الأستاذ الزيات في سبيل الدعاية لأنفسنا؟ إذاً فلنختصر ولنقفل الباب

والشكر الوافر والتحية القلبية من المعجب بأدبك

محمود تيمور

<<  <  ج:
ص:  >  >>