للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يشيع في الناس ما جرى، حتى تجاوبت أرجاء المعمورة تصرخ في طلب هذا الدواء: في طلب المركب رقم ٦٠٦. فهكذا أسماه إرليش اسماً ضخماً يملأ السمع ويبهر الحساب فلنغفر له طلب الضخامة وحب الفخامة. فقام برتهايم ومساعدوه العشرة في بيت إسباير يصنعون مئات الألوف من جرعات هذه المادة البديعة، ولم يقعدهم أنهم كانوا متعبين منهوكين من طول ما كدوا وجهدوا. وقاموا في هذا البيت الصغير بصناعة مقادير لا ينهض بها إلا المصنع الكبير. وصنعوها في جو مخطر ملئ بالأثير. وصنعوها في خشية من زلة قليلة تحدث في التركيب فتقضي على العدد الكثير الوفير من الرجال والنساء. فالسلفرسان سيف له حدان: حد لقتل الجراثيم، وحد لقتل الإنسان. وإرليش، فما الذي كان من أمره؟ أصبح جلدة على عظمة، وزاده داء السكر سوء. ولم ينقطع عن شرب سجائره الكبيرة وليته لم يفعل. فهذا ما كان من أمره: بالأمس أحرق شمعته من طرفيها، واليوم هو حارقها من وسطها أيضاً

(يتبع)

احمد زكي

<<  <  ج:
ص:  >  >>