للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

القلب فيتحول فيه إلى جمال وفتنة، وكأن معاني الحسن التي تتحير في خديه حقيقة إلهية تطل على النفوس من وراء الشفق. فيه عينان تنظران والله بروح تكاد تنطق ولا يفهم عنها إلا كأنها ناطقة. وتفيضان دلالاً وتفتراً فكأنما تلقيان على الروح فترة تحلم فيها من أحلام السماء وتستيقظ. وخدان تحير فيهما الجمال فوقف يتلفت عن يمين وشمال، وتراهما أسيلين بارزين، فيالله! هل هما ثديان صغيران من الورد يرضعان كفل الحب؟ قال: صديقي فكم بين هذا الوصف الساحر الدقيق العاطفي وبين وصف صاحبك الجاحظ المادي السطحي (وكأنها طاقة نرجس وكأنها ياسمينة)؟. إن هذه التشابيه على ما بها من جمال المادة والعطر واللون مادية لا ترسم حور العين وسحر الجفون ولا تصور تواثب النهود والحياة الكامنة في الخدود. أتدري لماذا؟ لأن لغة العواطف يا صاحبي غير لغة الورود، وتمايل الأغصان لا يشبهه تأدد القدود.

(حلب)

كمال الحريري

<<  <  ج:
ص:  >  >>