للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

منه قوله (ثم يحدثنا الرحالة عن الجامع الأزهر وعن شيخه وهو يومئذ الشيخ منصور الشافعي الضرير) وحدثتني نفسي أن هذا الاسم لم يمر عليها في شيوخ الأزهر، فأخذت على عادتي أرجع إلى مصادري التي قرأتها لأحقق هذا الأمر الذي استغربت فيه، وأدركني الشك في صحته.

فرجعت إلى الخطط التوفيقية وإلى تاريخ الأزهر فوجدتهما متفقين على أن الذي كان شيخاً للأزهر في تلك السنة التي رحل فيها الشيخ النابلسي إلى مصر، وهي سنة ١١٠٥هـ - ١٦٩٣ - هو الشيخ محمد النشرتي المالكي. وقد كان شيخاً للأزهر من وفاة الشيخ عبد الله محمد بن عبد الله الخرشي سنة ١١٠١هـ إلى أن توفي سنة ١١٢٠هـ.

وقد ذكر الجبرتي وفاة الشيخ الخرشي في سنة ١١٠١هـ وقال عنه إنه الإمام العلامة والحبر الفهامة شيخ الإسلام والمسلمين وارث علوم سيد المرسلين الشيخ محمد الخرشي المالكي شارح خليل وغيره، ويروى عنه والده الشيخ عبد الله الخرشي وعن العلامة الشيخ إبراهيم اللقاني، كلاهما عن الشيخ سالم السنهوري المالكي، عن النجم الغيطي عن شيخ الإسلام زكريا الأنصاري عن ابن الحافظ الحجر العسقلاني بسنده إلى الأمام البخاري.

ثم ذكر وفاة الشيخ محمد النشرتي في سنة ١١٢٠هـ وقال عنه إنه الإمام العلامة الشيخ محمد النشرتي المالكي، وهو كان وصياً على المرحوم الشيخ الوالد بعد موت الجد، توفي يوم الأحد بعد الظهر، وأخر دفنه إلى صبيحة يوم الاثنين، وصلى عليه بالأزهر بمشهد حافل، وحضر جنازته الصناجق والأمراء والأعيان، وكان يوماً مشهوداً.

أما الشيخ منصور المنوفي فقد ذكر الجبرتي وفاته سنة ١١٣٥ وكان قد جاوز تسعين سنة، وقال عنه أنه الشيخ العلامة الفقيه المحدث الشيخ منصور بن علي بن زين العابدين المنوفي البصير (لا الضرير) الشافعي، ولد بمنوف ونشأ بها يتيماً في حجر والدته، وكان باراً بها، فكانت تدعو له، فحفظ القرآن وعدة متون، ثم ارتحل إلى القاهرة وجاور بالأزهر وتفقه بالشهابين البشبيشي والسندوبي، والشمس الشرنبابلي والزين منصور الطوخي، ولازم النور الشبراملسي في العلوم وأخذ عنه الحديث، وجد واجتهد وتفنن وبرع في العلوم العقلية والنقلية. وكان إليه المنتهى في الحذق والذكاء وقوة الاستحضار لدقائق العلوم، سريع الإدراك لعويصات المسائل على وجه الحق، نظم الموجهات وشرحها، وانتفع به

<<  <  ج:
ص:  >  >>