للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يحملون لواء الغضبة المقدسة في وجه الدخيل العادي وغسلوا وما

زالوا يغسلون أدران الماضي بالعرق الطهور والدم الغالي، ثم رأوا أن

مصر المنكودة إنما يقف في طريق حياتها الطبيعية احتلالان لا احتلال

واحد: احتلال سياسي يحتل الثكنات ويخادع الحكومة ويغل الحرية

ويهين الحق ويؤذي الكرامة، واحتلال اقتصادي يحتل المدائن ويغزو

القرى ويأكل الأرض، ويشرب النيل، ويحتكر التجارة، ويجلب

الخمور، ويهرب المخدرات، ويتكسب بالمنكرات، ويفتك بالجيوب،

ويلغُ في الأعراض، ويعبث بالمدين، ويحلُّ على الجملة في سبيل

المغنم ما حرمته الشرائع والضمائر والعُرف، ثم يتبجح بعد ذلك كله

بأنه القيم على المدنية والحرية والعدالة، يبذرها في طريقه، وينشرها

في مجلسه، ويمثلها في نفسه! فإذا قلت في رقة المغازل لهذا الضيف

المُدلَّل أن ما تعمله يناقض ما تقوله، تجهمت (امتيازات) الدول

وَتَزَغَّمت (تحفظات) الإنجليز!!

رأى شبابنا أن جهاد هذين الاحتلالين أمر لا يتحقق خلاصنا بدونه، وأن قَصْر الجهود على أحد الميدانين يمكِّن الحليفين من حشد كل القوى في ذلك الميدان، فأرهفوا النشاط، وارصدوا الأُهبَةَ، ولاقوا الواغل في كل طريق. ليس بسبيلنا اليوم أن نعرض فيالق الشباب في مختلف الميادين، فقد أشرنا إلى ذلك في كلمة سابقة، إنما نريد أن نسجل في ثبت المجاهدين فيلقا جديدا جاء يؤكد مرة أخرى أن هذه الأمة الكريمة قد قطعت عزمها على أن تعيش في أرضها حرة وفي ملكها سيدة، ذلك الفيلق هو جماعة عيد الوطن الاقتصادي، وهم فريق من الطلاب العاملين المخلصين البررة، حمَّلوا نفوسهم الرقيقة فوق تكاليف الدرس أعباء الدعاية للتجارة المصرية والمنتجات الوطنية، فهم يُعرضون عن مطالب الصِّبَي، ويصدفون عن مباهج العيش، ويعقلون جهودهم وميولهم في مكاتب العمل من نادي اتحاد

<<  <  ج:
ص:  >  >>