للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

في (الذريعة إلى مكارم الشريعة) للراغب الأصفهاني: قال بعض الحكماء المكر والخديعة محتاج إليهما في هذا العالم، وذلك أن السفيه يميل إلى الباطل، ولا يقبل الحق، ولا يميل إليه لمنافاته لطبعه فيحتاج أن يخدع عن باطله بزخارف مموهة خدعة الصبي عن الثدي عند الفطام، ولهذا قيل: مخرق فأن الدنيا مخاريق، وسفسط فان الدنيا سوفسطائية. وليس هذا حثا على تعاطي الخبث بل هو حث على جذب الناس إلى الخير بالاحتيال.

١٧٤ - أين الوعد

في (وفيات الأعيان): قال أبو محمد بن الحسن بن عسكر الصوفي الواسطي: كنت ببغداد في سنة (٥٢١) جالسا على دكة باب ابرز للفرجة، فجاء ثلاث نسوة، فجلسن إلى جانبي، فأنشدت متمثلا:

هواء ولكنه جامد ... وماء ولكنه غير جار

وسكت، فقالت إحداهن: هل تحفظ لهذا البيت تماماً؟ فقلت: ما احفظ سواه. فقالت: إن أنشدك أحد تمامه وما قبله فماذا تعطيه؟ فقلت: ليس لي شيء أعطيه ولكني أقبل فاه، فأنشدتني:

وراح من الشمس مخلوقة ... بدت لك في قدح من نهار

هواء ولكنه جامد ... وماء ولكنه غير جار

إذا ما تأملتها وهى فيه ... تأملت نوراً محيطاً بنار

كأن المدير لها باليمين ... إذا مال للسقي أو باليسار

تدرع ثوباً من الياسمين ... له فرْدُ كُمٍّ من الجلّنار

فحفظت الأبيات منها. فقالت لي: أين الوعد؟. . - تعني التقبيل - أرادت مداعبتي بذلك.

١٧٥ - كيف الحياة مع الحيات في سفط

ابن عسال الطليطلي (عبد الله بن فرج): حين أخذ الأفرج طليطلة سنة (٤٧٨):

حثوا رواحلكم يا أهل أندلس ... فما المقام بها إلا من الغلط

السلك ينثر من أطرافه وأرى ... سلك الجزيرة منثورا من الوسط

من جاور الشر لا يأمن عواقبه ... كيف الحياة مع الحيات في سفط!

<<  <  ج:
ص:  >  >>