للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

لها نكهة إذ تحيى بها ... يغض لها عينه النرجسُ

وجاءت بعود لها خاطب ... أرم لهَيْبتهِ المجلسُ

لها معجز إن تأملته ... فما سر إعجازه ملبسُ

أري العود من قبلها أخرساً ... وفي يدها ينطق الأخرسُ

كأن المدامة من لحظها ... ونار الغرام بها تقبسُ

وله:

ومالي في صيد العقارب حيلة ... سوى عقرب دبت على ورق الورد

وإني شجاع لا علي كل حية ... سوى حية صيغت من الشَّعر في الخد!

وفي الأبيات الآتية تبدو حيرته ويتجسم قلقه، فله من قصيدة:

يمزقني ذا الحب كل ممزق ... ويصبح خلقي فيه وهو جديدُ

مقيم وقلبي في ركابك سائر ... قريب - ولكن ما أريد، بعيدُ

وله من قصيدة أخرى:

ليال تقضت ليس يوم براجع ... إليها ولكن الليالي سترجعُ

فيا ليت أسباب الليالي تقطعت ... كأسبابنا فيها إذا تتقطعُ

وإن فرطت منا وأعني اتباعها ... فيا ليت أن النفس لا تتتبعُ

وإن كان قلبي بين جنبي حاضراً ... فليت هموم القلب لا تتبوعُ

وبيني وبين النائبات وقائع ... يهونها الموت الذي أتوقعُ

فكل زمان ليس لي فيه صاحب ... وكل حبيب ماله فيَّ موضعُ!

وقال في حبيب مريض، وفيها تصوير لنفسه بديع:

وما عدته بل عدت سقمي بقربه ... ومما به ما بي عليه قريب

أغيب برغمي ثم أحضر غائباً ... وأنظر آثار الضنا فأغيب!

وقال مداعباً:

بين الضلوع جهنم من حبهم ... فوددتهم لا يسمعون حسيسها

فمع الظلام الدمع كان طليقها ... ومع الصباح الهم كان حبيسها

وقال:

<<  <  ج:
ص:  >  >>