للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الاشتراكية الوطنية الألمانية. وفي الأنباء الأخيرة أن جائزة (جيته) منحت للكاتب الألماني أروين جيدو كولنهاير، وهو من الكتاب الشيوخ، ولكنه استطاع أن يجاري النازية، وأن يحوز استحسان زعماء ألمانيا الحاضرة؛ ولم تكن له شهرة أدبية من قبل، ولكن الاعتبار الأول في منحه هذه الجائزة الكبرى، هو أنه خدم الحركة النازية بقلمه ودعايته؛ وقد علق أحد الكتاب الألمان المنفيين على ذلك بقوله: (إن النجاح الذي أسبغته جائزة جيته على كولنهاير قد عوضه عن الفشل الذي ما فتئ يلاقيه في حياته الأدبية)

الأستاذ استراتمان

في اليوم الرابع من شهر سبتمبر سنة ١٩٢٧ بلغ الأستاذ الكبير المستشرق الستين من عمره، وهو مدير المعهد الشرقي بجامعة هامبورج، والأستاذ الألماني الوحيد المتخصص في الفرق الإسلامية والمخرج لمجلة

لهذا الأستاذ كثير من الأبحاث الإسلامية وله مؤلفات عدة تمتاز بالدقة العلمية والمنطق السليم وتعد لهذا من المراجع الأولى في الأوساط الأوربية للاستشراق، لأنه إذا كتب يكتب عن تفكير وروية ثم عن احتياط شديد. وهذا غاية ما يمتاز به العالم.

وفوق ما له من المزايا العلمية وسعة الاطلاع فهو وديع هادئ لا يحب الظهور، ولا يميل إلى الإعلان عن نفسه؛ يسير مع طلبته كأحدهم ولكنه مع ذلك لا يتهاون في النقد العلمي معهم، بل قد تكون له في ذلك أحياناً ثورة نفسية باعثها الرغبة الشديدة في تعويد تلامذته الكتابة العلمية، ومن ورائها قلب طاهر يضمر لهم كل محبة وإخلاص.

يرحب بالمصريين ولا يضن عليهم بإرشاداته القيمة وإن أخذت كثيراً من وقته؛ ويعمل دائماً على تعريفهم بمشاهير علماء الاستشراق في أوربا، فإذا وفد إليه وافد من هؤلاء سارع إلى دعوة طلبته وفي مقدمتهم المصريون إلى منزله البهيج النظر لتبادل الحديث والتعرف بالوافد ثم يشيعهم بعد ذلك بكل عطف. فضلاً عن أنه يدعوهم من وقت لآخر لتوثيق عرى الرابطة بينهم.

فإذا بلغ اليوم الستين من عمره فإنما يبلغها ووراءه مفخرة عظيمة من الأبحاث العلمية المستقلة وطلبة نجباء في كثير من بقاع الأرض.

دكتور محمد البهي

<<  <  ج:
ص:  >  >>