للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

الروحية واعتقاد أن مصر تملك أكبر مكان للدراسات الإسلامية كما تملك مكة المكرمة أول مكان للدعوة إلى الإسلام. ولولا الأزهر لما نالت مصر تلك المنزلة بين الأمم الشرقية، فهي تمثل سياسياً تقريباً في كل بلدان العالم الأخرى التي لا تتصل بالإسلام اتصال تدين، وتنفق على ذلك مبالغة جسيمة، ومع هذا فمصر الحديثة صاحبة النهضة التي لا تقل شأناً عن نهضة كثير من بلدان أوربا الجنوبية والشرقية مازالت هنا في أوربا هي مصر الأفريقية

إن الأزهر قارب أن يبلغ ألف سنة، وتلك مفخرة لم تصل إليها إحدى الجامعات العالمية بعد، والعالم يريد أن يرى رؤية محسوسة مبلغ التطور الذي وصل إليه والذي هو مقياس نهضة مصر العلمية الوطنية، لا التقليدية، ويعرف أي القواعد يسير عليها في بحثه، وأية نظرية يأخذ بها في تأدية رسالته، بعدما وقف بالبحث عند طريقة القرون الوسطى زمناً طويلاً وبعدما كان في حيرة من أمر رسالته، حيرة سببها عدم معرفته بها

إن مصر اليوم والعالم الإسلامي يشهد بما لفضيلة الأستاذ الأكبر الشيخ المراغي من عمل جدي ملموس في إصلاح هذه الجامعة العالمية ويعترف بقدرته على إتمامه اعترافاً مرجعه الاقتناع بأن له شخصية مصلح في التاريخ الحديث، وما أقل وجودها في العالم وأندرها في مصر وأشدها ندرة بين الأزهر. كل يعقد عليه أملاً كبيراً، أمل البناء والتشييد في الإصلاح. كل يرتقب ثورة فكرية، وانقلاباً إصلاحياً له حدثه التاريخي؛ فالوقت تأخر، والحاجة ماسة، والعقول متهيئة لهذا الانقلاب، والنفوس ملت هذه التعديلات الصورية

مولاي المراغي: إذا كان المصلح الأول والوحيد قبلك وهو الأستاذ الأمام، قد حافظ على حياة الأزهر فحسب، ولم يتركه لك فتياً بل سلمه إليك كهلا يعاني ألم الضعف، فإن ذلك ما أمكنه وأمكن زمنه معه أن يؤديه للأمة والتاريخ؛ ولكنك أنت في زمن توفرت فيه وسائل الإصلاح وانبثقت روح الشباب والتجدد في كل شيء، فمهمتك من هذا النوع، ولها حباك القدر بتلك الشخصية، وبتأديتها ستكون موضوعاً للتاريخ والبحث

محمد البهي قرقر

دكتور في الفلسفة وعلم النفس وعضو بعثة الإمام الشيخ محمد

عبده

<<  <  ج:
ص:  >  >>