للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

من هذا كله نرى أن الإسلام من الناحية الروحية لم يستطع تماماً استئصال شأفة الوثنية أو إزالة خرافاتها لانقطاع الصلة وبعد الشقة بينه في تلك الجهات وبين ديار الإسلام القوي الحق. ولكن الإسلام من الناحيتين السياسية والاقتصادية بادئ الأثر في هؤلاء الأقوام. لقد حمل الحضارة إلى هذه القبائل المتبربرة، ودعا جماعات الوثنين المبعثرة إلى وحدات مرتبطة، وسهل التجارة بين هذه المناطق وبين العالم الخارجي، وبذلك استيقظت الغرائز التجارية الكامنة في نفوس الحوصا والنوبي والياروبا والبري بري وحملهم على الظهور بمظهر لائق، ورفع مستوى معيشتهم بأن خلق لهم جواً اجتماعياً راقياً؛ وبث في نفوس المسلمين الشعور بالعزة واحترام النفس والغير. فتفوق المسلمين في تلك الجهات على غيرهم من الناحيتين الثقافية والسياسية يرجع إلى تعاليم دينهم؛ فنحن لا ننسى أن الإسلام حمل إليهم فن القراءة والكتابة. . .

والآن أصبح زنجي السودان بعد أن حرم عليه الإسلام شرب الخمر وأكل لحوم البشر وسفك الدماء رفيقاً لسكان العالم المتحضر.

(البقية في العدد القادم)

جمال الدين محمد الشيال.

<<  <  ج:
ص:  >  >>