للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

الطريقة العلمية والحياة

إن أسلوب التفكير العلمي نافع جداً في العلاقات بين الناس. والتفصيل في ضرب الأمثلة على ذلك يحمل على الإطالة أكثر مما أطلنا

فنحن نشاهد ضعف قوة الملاحظة في التلاميذ والناس. والشرق لا يختلف عن الغرب، ولكن الغربيين أخذوا بأساليب البحث العلمي زمناً فقويت عندهم ملكة المشاهدة واتزنت عقول كثيرين منهم وترفعت عن الأوهام والأخذ بالظواهر؛ وكان لهذا أثر كبير في حياتهم السياسية والاجتماعية. ولا ريب أن أخذنا بأسباب المدنية الحاضرة سيؤدي بنا ما أسرعنا باتخاذنا هذه الأسباب إلى الغاية نفسها؛ وفي هذا الخير كل الخير

فكثيرون منا ما يزالون يأخذون بظاهر الأقوال سواء أجرت هذه مجرى حقائق العلم أو حقائق الحياة. ويعزى كثير من الركود والسوء في مجتمعنا إلى هذا الأخذ البسيط. يقال لنا مثلاً إن مرافق الحياة والإنتاج في بلادنا ضعيفة، فنأخذ بظاهر هذا القول ونتقاعس عن وسائل الإنتاج العلمي فيشتد بنا الخوف والتزاحم

ومن مظاهر حياتنا اتهامنا الشديد للذين يصيبون منا شيئاً من النباهة. وهذا خلق عام في الناس، ولكن شدته عندنا ظاهرة. فما أن ينبغ نابغ حتى تدور الألسنة فيه بالكذب والافتراء. ومما يدل على ضعف الروح العلمية في الناس تصديقهم بمفتريات وادعاءات لا تنطبق على الواقع ولا يصدقها العقل. وهم يأخذون بهذه المفتريات بضعف النظرة العلمية فيهم. فالذي يحملك على رأي في إنسان لم تعرفه أنت بنفسك كالذي يحملك على القول بأن الهواء غير ذي وزن دون أن تزنه - كلا الأمرين يدل على فقدان النظرة العلمية

(السلط)

محمد أديب العامري

<<  <  ج:
ص:  >  >>