للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[مقالات إسماعيلية]

لأستاذ جليل

حلّ برَقّادَةَ المسيحُ ... حل بها آدم ونوحُ

حل بها (الله) ذو المعالي ... وكلُّ شيء سواه ريحُ

هذا (مَعَدٌّ) والخلائق كلُّها ... هذا (المعزّ) متوَّجاً والدينُ

هذا ضميرُ النشأة الأولى التي ... بدأ الإلهُ، وغيبُها المكنونُ

من أجل هذا قُدِّر المقدور في ... أمّ الكتاب، وكُوِّن التكوينُ

فارزقْ عبادَك منك فضل شفاعة ... واقربْ بهم زلفى فأنت مكين

هذا ما وُعِدَه العالمون والمتعلمون المثقَّفون قرّاءُ (الرسالة الهادية) من (المقالات الإسماعيلية)، وإن الناس منذ الأزمنة القديمة ليتطلعون إلى علْمِ نحلة القوم، وإن الباحثين في الشرق والغرب ليجدّون مفتشين منقبين في كل وقت عن تلك المقالات لينشروها، إذ أنّ أهلها في القديم والحديث قد خبؤوها وكتموها - ويا ليت شعري أيّان يريدون أن يعلنوها؟ - ولم تفدنا كتب (الملل والنحل) لمثل الشهرستاني والأشعري وابن حزم والبغدادي والتصانيف في (مفاضح الباطنية) لمثل الغزالي وابن تيمية - إلا نُتَفاً نُتِشت من مكنونات الجماعة نتشاً. وليس هناك كتاب معروف مطبوع ظاهر ألَمّ بمذهب (الإسماعيليين) إلا (رسائل إخوان الصفاء) فإن فيها خلاصة الإسماعيلية ملفوفة بإسلامية لَفَّ ماكر داه، وهي الإسماعيلية، هي الباطنية، وهم الدهاة دعاتها!

وقد توَّه ما فيها علماءً متعمقين كأبي حيان التوحيدي وشيخه أبي سليمان السجستاني وغيرهم في المتقدمين، وحيّر حاذقين ألمعيين من المتأخرين من أعجميين وعربيين مثل (بارييه دومينار) والدكتور طه حسين. ولولا أن الأمر استعجم عليهم ما قال أبو حيان وشيخه مثل الذي رواه القفطي في كتابه (إخبار العلماء بأخبار الحكماء)، وما كان الدكتور طه حسين سطر في (مقدمته) لتلك الرسائل ما سطر، ولم يكتب دومينار إلى الأستاذ أحمد زكي (رحمه الله) ذلك الكتاب. وإذا كان أمثال هؤلاء البارعين النحارير قد حاروا ودير بهم (فهم في أمرٍ مَريج) فكيف حال من هم دونهم؟

والقصد من هذا الكلام أن (مقالة) الجماعة - وإن ضمتها تلك الرسائل المطبوعة المنشورة

<<  <  ج:
ص:  >  >>