للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولكن هذا الخطاب الذي لم يقرأ. . . قد خفف عني العبء

فصارت أفكاري كلها كالأناشيد

لقد ظللت سبيلي حيث تعددت السبل. . .

فلا في المياه الواسعة. . . ولا في السماء الزرقاء. . . أستطيع أن أجد لي طريقاً

لقد اختفى الطريق تحت أجنحة الطير. . . ووراء النجوم الملتهبة. . . وخلف أزهار الفصول المتعاقبة. . .

فتساءلت. . . أي قلبي! ألا تحمل مع ذلك حقيقة الطريق الذي لا أراه؟

عندما كنت اختال ببطء بين كنوزي الثقيلة الموروثة. . . كنت أشعر كأني الدودة التي تعيش في الظلام. . . تتغذى على الثمرة التي ولدت عليها. . .

إني أترك هذا السجن. . . سجن الفساد

إني لا أعبأ إذ أحطم تمثال السكون. . . لأني ذاهب في طريقي باحثاً عن الشباب الدائم. . .

سأتخلى عن كل ما لم يتحد مع حياتي. . .

سأتخلى عن كل شيء. . . إلا ما كان خفيفاً كضحكي

وسأجري خلال الزمان. . .

و. . . آه يا قلبي. . . في عربتك الصغيرة يرقص الشاعر ويغني بينما خياله يسبح

لقد أخذتني من يدي. . . وأدنيتني إلى جانبك. . . وأجلستني أمام الناس جميعاً. . . وفي مقام عال. . . حتى صرت ضعيفاً لا أقوى على النظر ولا السير في طريقي. . . يملؤني الشك. . . ويحيطني الوجل. . . خشية أن أعثر فيصيبني احتقار الناس. . .

ولكني تحررت أخيرا. . .

فقد دوت الصرخة. . . وقرعت الطبول إنذاراً. . . وهبط مقعدي في التراب. . .

وتفتحت السبل أمامي!

إن أجنحتي لتطير بها الرغبة إلى السماء. . .

إني أذهب لأحتل مكاني بين النجوم التي تنطلق في منتصف الليل. . . لتغرق في الظل اللانهائي، إني كسحابة الصيف التي تتقاذفها العاصفة. . . بعد أن ألقت عنها تاجها الذهبي

<<  <  ج:
ص:  >  >>