للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

- أن الطفل يريدك! هل يستغرق عملك وقتا طويلا؟

- لن أتركه حتى أنتهي منه، قل له ينام.

فقال الوالد لابنه في لطف: أنها تقول لك نم.

فألح الغلام: أنني أريد أن تأتي.

فنادى موريل من السلملن ينام حتى يراك.

- كفي! فلن آتي حتى أنتهي من عملي، ثم كفاك صياح من أعلى السلم، فأن الاطفال الآخرين. . .

فقال الاب: لن تغيب طويلاً

وظل الاب يجول في الغرفة، وبدأ على الغلام القلق وكأن وجود أبيه زاد من نفاد صبره، وأخيراً وقف موريل أمام أبنه لحظة ثم قال في صوت رقيق: ليلة سعيدة أيها العزيز.

فأجاب بول: ليلة سعيدة ودار بجسمه إلى جانبه الآخر وقد شعر بالارتياح لأنه صار وحيدا.

وكان بول يحب أن تنام أمه معه، ومازال النوم في أكمل حالاته على الرغم من أقوال الأطباء عندما يشترك فيه المحبوب فأن حرارة الروح وطمأنينتها وأمنها والراحة الكبرى في تلامس الجسدين تربط النائم بالنوم بحيث يكون الجسد والروح في غايته وقد رقد بول إلى جانبها ونام وتحسنت حالته، أما هي والنوم لا يزورها سريعا فقد نامت بعد ذلك نوما عميقا أعاد إلى نفسها قوة الإيمان).

ولكن الأمهات لا يلبثن أن يجدن منافسات لهن في أبنائهن، ورواية الأبناء والمحبين، إن هي إلا قصة ذلك النضال الخفي الذي يقوم بين الام وبين تلك التي تريد أن تحول قلب ابنها إليها.

ففي مزرعة ويلي وجد بول حبه الأول: فتاة هي أخت لأصدقائه أولاد أصحاب المزرعة.

كانت مريم ذات نزعة خيالية وكانت كبيرة التعلق بأمها (وكان كل منهما ذات عينين عسليتي اللون، وذات نزعة صوفية؛ فكانت من أولئك النساء اللاتي يكتنزن الدين ويتنفسنه من أنوفهن، وكانت مريم تظن الله والمسيح شخصاً واحد تحبه حبا شديدا وتخشاه). . . .

(وكانت هذه المخلوقة لا تهتم لجمالها الخجل المتوحش المتوقد الحساسية بل لا تكفيها تلك الروح ذات النزعة الشعرية فكانت، تبحث عن شيء أخر يقوي ما طبعت عليه من

<<  <  ج:
ص:  >  >>