للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٣٠٥ - فتوى

قال الربيع بن سليمان: كنت عند الشافعي فجاءه رجل برقعة فقرأها ووقع فيها، فمضى الرجل وتبعته إلى باب المسجد فقلت: والله لا تفوتني فتيا الشافعي، فأخذت الرقعة من يده فإذا فيها:

سل المفتي المكي هل في تزاور ... وضمّة مشتاق الفؤاد جناح

فوجدت الشافعي قد وقع:

فقلت: معاذ الله أن يذهب التقى ... تلاصق أكباد بهن جراح

قال الربيع: فأنكرت على الشافعي أن يفتي لحدث بمثل هذا. فقلت: يا أبا عبد الله، تفتي بمثل هذا لمثل هذا الشاب؟ فقال لي: يا أبا محمد، هذا رجل هاشمي قد بنى على أهله في هذا الشهر - يعني شهر رمضان - وهو حدث السن، فسأل هل عليه جناح أن يقبّل أو يضم - وهو صائم - فأفتيته بهذا

قال الربيع: فتتبعت الشاب فسألته عن حاله، فذكر لي مثل ما قال الشافعي، فما رأيت فراسة أحسن منها

٣٠٦ - شتان بين قرى وبين رجال

في (المحاسن والمساوئ) للبيهقي: نظر المأمون يوماً إلى ابنه العباس وأخيه المعتصم فابنه العباس يتخذ المصانع ويبني الضياع والمعتصم يتخذ الرجال فقال:

يبني الرجال، وغيرهُ يبني القرى ... شتّانَ بين قُرى وبين رجالِ

٣٠٧ - أنظر كيف شئت

قال ابن سعيد المغربي: كان بنو حمود من ولد إدريس العلوي الذين توثبوا على الخلافة في أثناء الدولة المروانية بالأندلس يتعاظمون ويأخذون أنفسهم بما يأخذها خلفاء بني العباس؛ وكانوا إذا حضرهم منشد لمدح أو من يحتاج إلى الكلام بين أيديهم يتكلم من وراء حجاب. والحاجب واقف عند الستر يجاوب بما يقول له الخليفة. ولما حضر عبد الرحمن بن مقانا الغنداقي الأشبوني وأنشد إدريس بن يحيى الملقب بالعالي قصيدته النونية:

أَلبرْقٍ لائح من أندرين ... ذرفت عيناك بالماء المعين

<<  <  ج:
ص:  >  >>