للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

الضياع

لقد كان حب الرافعي الأخير حادثة في أيامه فعاد حديثاً في فكره، ورسائل الأحزان هي أول ما أنشأ من وحي هذا الحب؛ على إن قارئه يقرؤه فما يعرف أهو رسالة عاشق ألحّ عليه الحب أم زفرة مبغض يتلذّع بالبغض قلبه؛ والحق أن الرافعي أنشأه وهو من الحب في غمرة بلغت به من الغيظ والحنق أن يتخيل أنه قادر على أن يبغض من كان يحب، بغضاً يرد عليه كبرياءه وينتقم له؛ فما فعل إلا أن أعلن حبه في أسلوب صارخ عنيف كما تحنو الأم على وليدها في عنفوان الحب فتعضه وإنها لتريد أن تقبله، أو كما تقسو ذراع الحبيب على الحبيب تضمه في عنف وما بها إلا الترفق والحنان. . .!

وطبع الرافعي كتابه وأنفذه إلى صاحبته، فكتبت إليه. . . وثارت ثورة الرافعي مرة ثانية فأصدر (السحاب الأحمر)

(شبرا)

محمد سعيد العريان

<<  <  ج:
ص:  >  >>