للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[الكتب]

الأعاصير

نظم الشاعر القروي رشيد سليم الخوري

للدكتور عبد الوهاب عزام

قال عمي الكريم عبد الرحمن عزام؛ قد أهدي إليّ من وراء البحار ديوان اسمه الأعاصير فأحسست في كل حرف منه ناراً، وفي كل بيت إعصاراً، وذكرت قصائده المتنبي الذي يقول فيها

مدحت قوما وأن عشنا نظمت لهم ... قصائدا من إناث الخيل والحصن

تحت العجاج قوافيها مضمرة ... إذا تنوشدن لم يدخلن في إذن

قلت: فأعرنيه لأقرأه. قال: على شرط أن تكتب عنه في الرسالة، قلت: إن وجدته جديراً بالكتابة.

قرأت الديوان كله فإذا قلب ثائر، ونفس طامحة، ألفت عليه العربية فكرها وإحساسها فليس بها إلا الفخر بماضي العرب، والأنفة من حاضر العرب، والرجاء في مستقبل العرب، وإذا الكتاب كاسمه أعاصير ثارت في البرازيل، وأنطقت كقصائد المتبني

إذا سرن عن مقولي مرة ... وثبن الجبال وخضن البحارا

حتى وافت بلاد العرب تذكى في خمودها نارا، وتنفث في كل نفس إعصارا. تتبع الشاعر أحداث حوران ودمشق وفلسطين، فأشاد يذكر أبطالها، ونعى على من خذلوهم، وخص أهل لبنان قومه، بأوفى نصيب من لومه، وهو في شعره كله عربي لا يفرق بين دين ودين وقوم وآخرين، بل هو على مسيحيته يعتز بالعرب المسلمين ويعجب بمفاخرهم. ويعذل المسيحيين على أن لم يساهموا إخوانهم في الثورة على الباطل، والاستجابة لدعوى الوطن.

والشعر جملته معمود بالمعاني الجيدة. حال بالأسلوب السهل المتين. ولا أطيل على القارئ وصفي، ولكن أدع الشاعر يعرب عن آلامه وآماله. وضع على غلاف الديوان سبع أبيات منها:

إلهي رد مالك من أياد ... على وطني ورد لها الأيادا

<<  <  ج:
ص:  >  >>