للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

يجلبه من غرين يلقيه على تربة الأرض فيجعل السماد غير ضروري تقريباً، وهو قاس لأنه بمجرد أن يتم فعل هذا يأخذ في الانخفاض فيصعب على الفلاح أن يروي أرضه منه. وإذا كانت مصر شحيحة الأمطار كانت سعادتها متوقفة على نشاط الزراع ومجهودهم في رفع المياه من النهر وتسييرها في قنوات وترع إلى أرضهم. والغريب أن الطريقة التي استعملوها لذلك هي نفس الطريقة التي يستعملها الفلاح اليوم أي بالشادوف

أهم المحصولات

كانت أهم المحصولات في العصر القديم والقمح والكتان؛ وكانت طرق الزراعة غاية في البساطة، فحينما ينخفض ماء النيل يحرث الفلاح الأرض بمحاريث من الخشب كان يجرها في عصر المملكة القديمة الثيران، ثم يبدر الحبوب وتدوسها الغنم كي تغرسها في الأرض (وقد استخدمت الخنازير فيما بعد في هذه العملية) ثم يلي ذلك أسابيع يقضيها الفلاح في العمل بنشاط أمام الشادوف. فإذا طاب الزرع حصد الفلاح القمح وترك العيدان في الأرض، ونقل القمح المحصود في شكل حزم على الحمير إلى الجرن، وهناك تدوسه الحمير والماشية، ثم يذرى في الهواء بمذراة من الخشب فينفصل التبن عن القمح (الحب) ثم يوضع القمح في الزكائب وينقل إلى مخازن خاصة تتكون من بناء من اللبن كالقباب له فتحة صغيرة في أعلاه يصب القمح منها، وفي أسفل البناء باب لسحب الغلال حسب الحاجة. وكان الكاتب يشرف على هذه العملية فيدون في لفائف ورق البردي التي يحملها ما يخزن من الغلال زكيبة زكيبة وما يخرج منها

وقد استعمل الشعير والقمح في صنع الخبز وعمل الجعة. وزيادة على هذه المحاصيل كانت هناك نباتات أخرى أهمها الخضر المختلفة وخصوصاً البصل، وكان غذاء أساسياً؛ ثم فواكه كثيرة أهمها التمر والتين والعنب، وكانت تكثر زراعته في الدلتا، وقد صنع المصريون من التمر نوعاً من النبيذ والعرق

توحيد القطرين

كانت مصر قبل الأسرة الأولى منقسمة إلى مملكتين منفصلتين: مملكة الوجه القبلي ومملكة الوجه البحري. وكانت هاتان المملكتان مقسمتين إمارات لكل منها طوطم خاص كان بمثابة

<<  <  ج:
ص:  >  >>