للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[قبرة شيلي]

للأديب نظمي خليل

نقل الأستاذ خليل هنداوي إلى قراء الرسالة في العدد ٢٣٥ قصيدة القبرة للشاعر شيلي نقلاً مختصراً فآثرت أن أنقلها على نصها الكامل

سلام عليك أيها الروح الخفيف!

سلام عليك أيها الطائر الذي لم تلامس الأرض، ولكنك تحلق في أطباق السماء العامرة

بينابيع الفن الأصيل حيث تنسكب في قلبك!

تشيل من الأرض وتسمو عالياً وعالياً كسحابة من نار وترفرف بجناحيك في طبقات الجو

الصافي. ثم تشدو وأنت تحلق وتحلق وأنت تشدو!

في الأنوار الذهبية للشمس الغارقة في بحار السحب تطير وتسبح. . .!

أيها الطائر. إنك وإن كنت بعيداً عن أنظارنا، ولكني أسمع أنشودة سرورك. . .!

تملأ الأرض والجو بصوتك إذا ما خلع الليل رداء السحب وسقطت أشعة القمر الباردة

فغمرت الكون. . .!

أما أنت، فلن ندركك. فما الذي يشبهك. . .؟

إن قطرات المياه التي تسحها السحب لا تبهجنا كتلك القطرات الموسيقية التي تهبط من

لدنك!

إنك شاعر مختبئ في ضوء الفكر يترنم بأناشيد الخلود حتى يتنبه له العالم فيحنو على

الآمال ولا يعبأ بالمخاوف

أو كعذراء كريمة الأصل في قصرها الحصين قد اختلست ساعة تسري عن نفسها جوى

الحب بموسيقاها العذبة التي تغمر خميلتها. . .

أو كحشرة ذهبية وهاجة في رض ندية ترسل لونها الشفاف في صمت وخفاء بين

الأزهار والحشائش التي تحجبها عن الأنظار

أو كوردة مستترة في أوراقها الخضراء تفتحت أكمامها بريح ساخنة ففاح شذا عرفها

القوي الجذاب. . .

إن صوت قطرات الربيع على الحشائش النضرة كان مبهجاً عذباً، ولكنها دون موسيقاك.

<<  <  ج:
ص:  >  >>