للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[أناشيد صوفية]

جيتانجالي

للشاعر الفيلسوف طاغور

بقلم الأستاذ كامل محمود حبيب

- ٦٤ -

أي شراب مقدس تريد أن ترشف - يا إلهي - من كأس حياتي المترعة؟

يا شاعري، أفيلذك أن ترقب خلْقك من خلال عينيَّ، وأن تقف عند أذنيّ صامتاً تتسمع لحنك الخالد؟

إن دنياك عبارات تضطرب في خيالي، وإن مرحك يبعث فيها النغم الموسيقي. لقد نزلت علي عن نفسك في رضا لتستشعر حلاوة كمالك فيّ

- ٦٥ -

تلك التي تستقر دائماً في أعماق حياتي، في تباشير الصباح اللامعة المضيئة، تلك التي ما ترفع النقاب عن وجهها أبداً في ضوء النهار، تلك - يا ألهي - هي هديتي أزفها إليك ملففة في لحني الأخير

لقد تساقطت حولها عبارات الاستعطاف كليلة؛ ورحت أستميلها عبثاً بكلمات فيها الشوق والحنين

إنني أضطرب في أنحاء الأرض وهي ما تنفك في زاوية من قلبي، ومن حولها يشب ويخبو غالي حياتي وغثها

وهي قد سيطرت على خواطري وأفعالي، على غفوتي وأحلامي؛ غير أنها سكنت وحيدة وفي منأى عني

كنم من إنسان طرق بابي يسأل عنها ثم ارتد في يأس

ليس في العالم من توضّحها وهي ما تبرح في خلوتها تنتظرك

- ٦٦ -

<<  <  ج:
ص:  >  >>