للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

مهذبة، متصلة اتصالاً روحياً وثيقاً بالمُلكِ وتقاليده، فهي قد جمعت كل مؤهلات الملكة العظيمة؛ فكأن القدر والله مدبره، والدهر ورب الخلق يسيره، كان يعدها في نشأتها الأولى لهذا المستقبل العظيم ينتظرها ببشر غامر، ويمن وافر، فتتبوأ عرش الفراعنة تكلؤها عين رحيمة، ويرعاها حدب جميل. فجلالته البر الرحيم، والندب الكريم، فنشأت محبة للعلم مقبلة على دروسه لم تشغلها بحبوحة الثراء، ولا رفاهية السراة العظماء، عن أن تبذ قريناتها في رشف العلوم، وتبهر أترابها بفطنة تستشف بها المعارف، وتبعث الخشية في نفوس صويحباتها بما ترتل من آي القرآن الكريم، فكأنها كانت تعلم أن ستزف لناصر الدين والعلم والمعارف فهي تعمل لتقر عينه بما تتحلى به من أفانين العلم.

أليس كل هذا من علائم التوفيق واليمن، ومن بشائر الخير والسعد؟ وإنه لقران مبارك نتوسم أن يؤتي - إن شاء الله - أحسن الأثمار وأنضر الأزهار، وأن تعقبه أيام خالدات في جبين مصر تملأ عطف المصري تيهاً، وآلاء سنيات للإسلام ترفع له مناراً، وأياد على الوطن سخيات تعلى له شعاراً، فتنال الأمة في عهد الفاروق المفدى الحسنيين، ويبلغ مجد مصر الخافقين، وترفل فريدة في ظل رب العرش قريرة العين بخير من تظل السماء، منشرحة الصدر بالثجب من الأمراء، بسامة الثغر بما تراه من الحب والولاء، حينما تسمع القلوب والأفواه ترفع إلى الله خير الدعاء: يحيا الملك! تحيا الملكة

عبد العظيم علي قناوي

<<  <  ج:
ص:  >  >>