للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وعبدك، عابر السبيل؛ ما يزال يلحف، يطلب بعض رحمتك فما ينال شيئاً، وفي الغسق، حين تختلط النار والظلماء بما على الأرض من كآبة وعبوس، يرتد هو إلى معبدك الخَرب وفي قلبه الظمأ

يا إله المعبد الخرب! كم من عبد يقبل إليك في صمت! وكم من ليلة من ليالي التهجد تدبر وفي أضعافها سراج منطفئ!

وكم من صورة جميلة زوقتها يد الفن الخادع ثم هي تندفع في مجرى النسيان المقدس حين يأتي عليها الزمن

ولكن إله المعبد الخرب ما يبرح في منأى عن العبادة في إهمال مروع

- ٨٨ -

لا صخب ولا صياح. . . تلك مشيئة سيدي؛ لذلك سأتحدث في همس، وسيكون صوت قلبي دندنة فيها نغم لحن

إن الناس يشتدون إلى سوق المِلك، وهناك البيعان؛ غير أني رجعت قبل أن يحين وقت الانصراف. . . غادرت السوق عند الظهر وهو ما يزال يموج بالناس

إذن دع الأزهار تتفتح في حديقتي وإن لم يكن قد آن أوانها، وأرسل النحل في الهاجرة يطن طنينه الضعيف

لقد قضيت ساعات طوالاً في صراع حاد بين الفضيلة والرذيلة؛ والآن هاهو رفيقي يريدني على أن ألقي بقلبي بين يديه؛ وأنا لا أدري، لعلما أراد أن يدفعني إلى ما لا خير فيه

كامل محمود حبيب

<<  <  ج:
ص:  >  >>